منذ بدأت/ شعر الشاعرمظهر عاصف

منذ بدأت وأنا أعلمُ أن النحسَ رفيقي
ثم مشينا
كان الدرب إلى القمةِ عبر نزول المنحدرِ لمنحدرٍ آخر
أبقى وحدي
منذ قُذُفتُ إلى الدنيا والوحدةُ تلهثُ خلفَ تعابيري
الشارعُ يخلو من أي حياةٍ
من أيِّ رياحٍ
يخلو من أيِّ جمادٍ .. وأنا وحدي
شيءٌ يصرخ بي: سرْ
امشِ دونكَ قد ملَّت منك كآبةُ روحك
لن تخسرَ شيئًا
لن تخسرَ إلا ما ربحَ القاطعُ دربَك حيث وصَلت
قد وصلَ القومُ إلى قمةِ قاعك
سبقتك الأقدامُ بنعلك أنت
مارسْ شعوذةَ الثقةِ قليلًا
وتلبَّس وجهًا يضحكُ لليلِ كما يبكي من ذات الليل
لا تحمل حلمَ العصفور إلى أعشاش النسر
لا تحمل في صدرك ما نحتتهُ أزاميل الأشعار عليه
الشعرُ هو الفرسُ الخاسر مثلُك دوما
والماضي يمضي لكن يمتلك صفاتَ بناتِ الليل

في القاعةِ كنتُ أقولَ الشعر
وأمارسُ حقَّ صراخي المنزعجِ بحلقي
رحت أنادي كلَّ عباقرة الألفاظ
مَن دوَّرَ واوًا
من سنَّ السين على حجر الصدمةِ
رحت أنادي فلسفة الأغريقِ مع اللاتينِ
مع لغةٍ بائدةٍ دفَنت آخر ما فيها في لغتي
في القاعةِ كان التصفيرُ
التصفيقُ
: أَعِد
وتكلمْ عن حجرِ البازلتِ
وعن موسيقا الراب
عن الأجرامِ المصقولةِ بالاسفلت
رحتُ أنادي
وأمارس حق الشعرِ ولا زال التصفيق أمامي
ثم تعبت
ثم نزلت
ثم نظرتُ إلى جمهوري
كنتُ أنا وحدي جمهوري
وأنا صفقتُ
وصفرت
وطلبتُ إليَّ قصيدةَ ما بين النهرين

يكفيكَ صديقي
منذ عرفتَ طريقَ الكتفِ
ومِن أين سيُؤكل ذاك الكتفُ تساقطَ ضرسُك
ثم الآخر
ثم سمعتَ حديثًا عن كتفٍ يأكله أحمق
وحديثا عن كتفٍ آخر
لا تُملك قلبًا يحتمل الذبحِ مرارًا ثم يعود بذابحهِ
لا تملكُ سطرًا معوجًا يصلحُ أن تنزلق عليه
يكفيك صديقي
وجهك مقبرةٌ للبسمةِ وردود الفعل
صدرك لا يحمي نَفسًا لتعوِّلَ أن يحميك
في العقد السادس أنتَ ولا زلتَ تناغي
يكفيك صديقي
السطرُ بحاجةِ فاصلةٍ أحيانا
وكثيرًا ما يحتاج لنقطة….

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!