من وحيِ نيسان / شعر الشاعرة مريم الصيفي

وتدورُ الأيامُ مثلَ السواقي
دافقاتٍ هديرُها في انبثاقِ
مسرعاتٌ هي السنون وتعدو
عدوَ خيلٍ في ساحةٍ للسباقِ
حيثُ تطوي مع المرورٍ زمانًا
كم زهتْ فِيهِ وردةُ الأشواقِ
تتراءى مشاهدٌ تلوَ أخرى
من ربيعٍ إلى خريفٍ باقي
تاهت الدربُ بينَ أخذٍ وردٍّ
وطريقٍ من ضِيقةٍ لانغلاقِ
لا الأماني تسيرُ حسبَ ظنونٍ
لا ولا باتجاهِ وهمِ التشاقي
كم توالتْ ما بين جزرٍ ومدٍّ
وتعالتْ أمواجها كي تلاقي
شاطيَ الحزنِ في غِيابٍ توارى
وكآباتِ روحِها في اختناقِ
وعيونُ الصباحِ تمطرُ حزنًا
ويعودُ المساءُ مُرَّ المذاقِ
داخَ ليلٌ قد اعتراهُ ذبولٌ
من توالي الغصَّاتِ ملءَ المآقي
لا البساتينُ أينعتْ فوقَ غصنٍ
بل توالى الجفافُ في الأعذاقِ
كلما انثال في الغيابِ ربيعٌ
جفَّ صيفٌ من حُرْقَةٍ واشتياقِ
وذوتْ بالجوى سنابلُ روحٍ
حينَ جفَّ السحابُ في الآفاقِ
حيثُ تُطْوى صحائفُ العُمْرِ طيًّا
وتغيبُ السيوفُ دونَ امتشاقِ
وتمسُّ الشغافَ حُرقَةُ يأسٍ
وتدوخُ الدماءُ في الأعراقٍ
يا لحزْنٍ يفورُ مِلْءَ فؤادٍ
فورانَ الدُّموعِ في الأحداقِ
شفَّهُ الوجدُ واعتراهُ حنينٌ
فمتى يا ترابُ يومُ التلاقي ؟؟

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!