مابينَ نُـورَين بـاتَ القلبُ يرتَحِـلُ
فأســرَجَ البـَيـنُ دربـًا للمُـنَـى يَصِلُ
نـُورُ الجـمالِ وظـلُّ الشـوقِ مكتملٌ
وغـيـمـةُ الحُـب بالإحـسـاس تنهملُ
وَأَيـكَـةُ البـوحِ فـي الأرواحِ باسـقةً
أغـصـانـها الوجـدُ لا تــدنو فـتنفتِلُ
لنـا الضـيـاءُ وصبـحُ الـعـزمِ غايـتنا
يـشـدُنَا نَـحـوهُ مـن فـجـرنـا الأمـلُ
يَـمَّـمتُ بالحَـرفِ للـنادي هـنا فَدَنَا
صُـبـحُ الـتَـأَلُّـقِ فِـي أَنـسَـامِـهِ الأُوَلُ
عَـيـنٌ إلـى الـقـلـبِ مُشعَلَةٌ مواقدها
وتـلك أخـرى لـحُسنِ الحُسنِ تُـرتَسَلُ
غَـازِل مع الليلِ أوتـارَ الخُـطَى فعسى
يَـبـنِي الصباحُ حـنيـنًا منـكَ يا غـزلُ
أعِـنَّــةُ الـطُـهـــرِ أقـمـــارٌ مُـحَـلِّـــقــةٌ
بنفحة الـوصل في أنظار من وصلوا
إلــى الـوفـاءِ ومـا ابـتَـلَّـت زوارقـهم
بـقـولِ لـيـتَ ولا تـاهـت بـهـم سُـبـُلُ
عَـانِـق ضِـيَـاكَ فـقـلـب الـنـورِ ليس له
وجـهٌ سِوى الأدبِِ المـمشـوق والـزجلُ
أسرجتُ بَوحي وما في الوصل من لغة
تُـبدِي الجـمـال وقـد أسـرَت بـه المُـثُلُ
نـــادٍ لنجرانَ إبــــداعُ الرؤى هــطـلت
مِـن وَحـيِهِ العَـذبُ فـي الآفـاقِ ياجُمَلُ
وحــيٌ مــن الــبَــوحِ.. ألــــوانٌ مُـعَـبِّـرَةٌ
عَـنِ الـحـيـاةِ ، وصـوتُ الفـخـر يـحتفلُ
مِــن أيــن أرويـــكَ والأوراق مـثــقــلـةٌ
بـكُــلِّ حُـسـنٍ وبـيـتُ الـشـعـر يُـخـتَـزَلُ
رِيَـــادة الــفــنِّ فــي كــفِّ الــرُّقــي بـه
دروبُ عــلــمٍ بــهـا الإنـجــازُ الـعـمـلُ
نجــــرانُ والأدبُ الـســـامــي وغُـــرَّتــهُ
نـــادِيــكِ نــــادِيـكِ للأجــيــال يَـشـتـعلُ
نــــورُ الـعـطـاءِ وأقــلامُ الــوفــاء بــه
بـــحـــرٌ مـن الــجــودِ موصولٌ به الأملُ
فــي كــــل مــــوهــبـةٍ يبقى لــه ولــهـا
نــســجٌ بـــديــعٌ يُــبـَاريـهـا فَـتَـنـصَـقِـلُ
أنـامـلُ الـفِـكـرِ تَـعـــزِفُـنَـا مَـفَـاتِـنُـهَا
ويَـكـتَـسِـي الحرفُ من أنغامها حُلَلُ
يـا بـهـجةَ الألـق الطاغي… ففي دمنا
فَـاحَ البَـدِيعُ وأَشـجَى وَصـفَـنَا الطللُ
شَـعَـائِـرُ الأدبِ الـعَـصـمَـاءِ نَـاضِـجَةً
قُـطُـوفـها الـعـذبـةُ الـصـهـبـاءُ