آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
يــا شـامـةَ الـعـزِّ فـيـكِ الـحسنُ ما هانا
يُـهـدي سـلامًـا إلــى الأمـصـارِ ألـوانـا
فـالـمجدُ في جِذركِ الممتدِّ نُدركُه
وفـــي الـسـمـاءِ سـنـاه ظَــلَّ مُـزْدانـا
.مــنـه تـنـاسـلتِ الأفــكـارُ فـــي شغفٍ
تُـحييِ الـقـصـائـدَ ألـفـاظًـا وألـحـانـا
.تـسـتنشِق الـحـلمَ والأنـفاسُ هـائمةٌ
هـيـهاتَ غـيـركِ يُـذكي الـقحْلَ بـستانا
دمـشـقُ كـيـف سـأنسى دربَ ربـوتِنا*
يــا مَــنْ بـظلكِ يَـنسى القلبُ مَـا عـانى
عينٌ على “بردَى”.. نـبعٌ لخُضرتِها
وفي الغروبِ يكونُ الحسنُ أجفانا
يُرفـرفُ العِزُّ صوبَ الشمسِ مُؤْتلِقًا
وقدْ تبدَّى كمشـكاةٍ لمـسـرانا
تاجُ الحضارةِ مجدُ الشّامِ رصَّعهُ
وهـودجُ الحقِّ فـي الآفاقِ أحيانا
في مقتليكِ بريقُ النصرِ يأسِرُنا
ياشـامُ..أنتِ المنى والفخرُ نجوانا
“لمـيسلـونَ”* مجانـيقٌ لـها ودقٌ
تاريخُـه حاضرٌ..أرضًـا وإنسـانـا
نعزُّ فيكَ رموزا أنتَ حاضِنُها
وفي الصمودِ غدا للْعجزِ فُـرسانا
يا شامُ صوتُ قصيدي مِلؤُهُ أملٌ
لـيُرسِـلَ الـشوقَ للأحبابِ عنوانا
في جذعكِ الحرُّ نام الحقدُ مُبتسما
والظلمُ يرقصُ مِلءَ الكونِ سكرانا
يا كعبةَ العشقِ..فاضَ الكأسُ مِنْ وَجعٍ
وسافرَ الأمنُ ملـتاعًـا وحيرانـا
“فيحاءُ”* فيها يدُ الـفُجارِ قدْ عبَثَتْ
في حسنها، فتمطّى الموتُ ولـهانا
وبِذرةُ الغدرِ في عـينيكِ قد غُرسَتْ=
وفي العـروقِ تدلّى الكـرهُ أفـنـانا
يُدمي القلوبَ إذا ما الموتُ حاصَرَنا
ويدفعُ الظلمَ..أعداءً وإخوانـــا.
يا جذوة الشرِّ غيبي وانطفي ندما=
فالشامُ دامتْ لنا أرضا وإنسـانا
روحي تحلّقُ في”الفيحاءِ” هائمةً
تعانقُ الياسـمينَ الطَلْقَ .. نشوانـا
بريدُهـا الـنـورُ..لـلأكـوانِ تـحـمِـلـهُ
=وتـفـتـحُ الـقلبَ لـلإنـسان أزمانا
وبالحنانِ تداوي جُرحَ مَـن نـزفُوا
و بالسـماحِ يعودُ الأمنَ فينانا
مـنابعُ الحـبِّ تسري بـينَ أضلُعِها
تروي الفـؤادَ إذا ما باتَ عطـشانا
ياشامُ ردي إلى أيامِنا فرَحًا
بـياسمينِكِ كوني حِضـنَ من عانى
سـنرشُفُ الحبَّ كأسًا حـينَ نحضِنُها
وينشُدُ الـشَوقُ في الفيحَاءِ هيمَانا
ربوتنا = هي الربوة منطقة قريبة من دمشق ساحرة تجمع بين الخضرة و نهر بردىو شلالات ساحرة يوجد فيها الكثير من مطاعم التي تقدم المأمولات الشامية اللذيذة، وهي مقصد الناس جميعا
بردى = نهر يمر وسط دمشق تغزل فيه الكثير من الشعراء وهو يرمز للشام
ميسلون = هي المنطقة التي دارت فيها معركة ميسلون الشهيرة بين وزير الحربية السوري الأسبق الشهيد يوسف العظمة والذي رفض أن يستسلم للقرار الفرنسي و لاحتلالهم وفضل أن يقاوم مع عدد قليل من المقاتلين الذسن استشهدوا جميعا
الفيحاء = هي من أسماء التي عرفت بها دمشق ودمشق يقال لها الشام أيضا
