أبجدية ناقصة/ بقلم:صابر بارشيد( اليمن )

.في كل حصة للغة العربية يسألني الأستاذ عن عدد الحروف الأبجدية فأجيبه دون تفكير ” سبعة وعشرون حرفاً ” ..
_ خطأ ، كم مرة أخبرتك أنها ثمانية وعشرون .
_ بل سبعة وعشرون ، أنا متأكد من ذلك .
فيطلب مني أن أمد يدي ليضربني ، وأمدها غير آبه بالألم ، لقد اعتدت على ذلك ، نصحني زميلي في الكرسي بعد أن رأى آثار الضرب على كفي بأن أقول كما يقول الأستاذ لكنني أتجاهله ، ثم أضع كفي على الحديدة أو بين فخذيّ لتبرد قليلاً .
دعاني مدير المدرسة ذات يوم يستوضح مني ، بعد أن شكاني ذلك المدرس ، فبدأ يمتدح ذكائي وكم أنني طالب مثابر ومتميز ، لقد أدركت مايريد مني فقاطعته وقلت له مباشرةً : ” إنها سبعة وعشرون حرفاً ” .. ثم انصرفت وتركته في حيرته يراقب خطواتي وأنا أخرج من الباب .
توجهت نحو المنزل ، مثقل بحقيبتي الممتلئة بالكتب والدفاتر ، تفتح لي أمي الباب وتحتضنني كعادتها ، ثم تفتح كفي المنقبضة لترى ما اعتادت أن تراه ..
_ متى ستعقل ياصغيغي ، إنها مشيئة الله .
فأقَبِّل مفرق رأسها وأعِدُها _كذباً_ أن لا أكررها ثم أتجه نحو المطبخ وأنا أحدث نفسي ..
” إن حرفاً لا تنطقه أمي لا يعد من الأبجدية ” .

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!