الأمل يعود/ بقلم:خالد النهيدي ( اليمن )

التحف كبريائه المُزيف ، وحاول أن يتثاقل على خطواته الموجوعة فهو المُدير العام صاحب الشخصية الفذة المُهابة و الكلمة المسموعة في النظرات تتابعه أين ما سار له في داخل الدائراة صولة وجولة في عالم النزاعات والخلافات المتتابعة مع الجميع ، حاول أن يفرض نفسه بقدر المستطاع في عالمه الإداري الغير لائق به ، أتى الموعد الأول والأخير لخروجه من المنزل ليُنهي التساؤلات المحُيرة على منصبه وعلى حياته بشكل عام ، استغرب جميع سكان الحي أنه بدون سيارة الشركة الفاخرة ، ولكن هو هو بكامل واجهته المتغطرسة استمر على الخروج اليومي والعودة بنفس موعد إنتهاء الدوام ، قُرابة الشهر تقريباً بدون أن يُلقي السلام أو التحية على أحد من الجيران أو المعاريف أو المارة .
تسائل الجميع إذاً الأحوال لم تتغير عليه ، اذاً أين سيارة الشركة الفاخرة ، أو بديل لها حتى أخذت التساؤلات تنهش قلوب المتطفلين و الجميع يتسائل ما السر اذاً ، تذكر أحدهم أنه من الأنسب له أن يتقدم لطلب العمل في شركة العم والجار رستم غزالة لعله يستحي من المجورة ويساعده على الإلتحاق بالعمل بشكل أسهل وأسرع وبدون الإلتفات إلى المُعاملات الرسمية كضمانة تجارية وغيرها .
ذهب إلى الشركة سائلاً عن مكتب شؤون الموظفين ، بادر بالتحية رد عليه الموظف المُستلم ببشاشة منعُشة .
– أنا أريد أن أتقدم للعمل إن كان لديكم وظيفة شاغرة ، أحمل بكالوريوس تجارة وجار للمدير رستم غزالة ، تبسم مدير شؤون الموظفين وقال له كخريج بكالوريوس تجارة أهلا وسهلا بك وكجار للمدير رستم غزالة يمكن إلحاقك به في مشواره الجديد الذي صنعه لنفسه بنفسه فهو المقاوم العنيد حتى أخر لحظة ، في أي الجهات تختار شهادتك أم جارك المدير رستم غزالة
– سأشاوره في الأمر و أعود إليك إني احسّن الظن به .
و لآخر لحظة ولكن أين مكتبه ..؟!
زادت ابتسامة مدير شؤون الموظفين و هو يقول :
– له في فرعه الجديد و مستقبله الذي بناه لنفسه ، في هذا الوقت تقريبا يكون خلف البناية الرابعة أو الخامسة في الشارع الخلفي المُطل على الأحياء السكنية والتجارية . تحرك إليه جاره وهو يُحّدث نفسة ماذا يعمل هناك في هذا الصيف الحار تاركاً مكيفات الهواء الباردة وخدمات البوفيه المفتوحة ، وجده هناك قد التحف السماء لا يوجد من حوله سوى بعض القطط اللتي لا ترجوا خيره ، عرف وقتها أنه قد طُرد من الشركة طرداً نهائياً ، نتيجة تعاليه الدائم و استخفافه بكل من حوله ، وقتها امطرت سُحب الأمل في فضاء المدينة وتناثرت غيوم السراب و أشرقت بوجه الشاب الطموح بشارات الخير و تبادر إلى ذهنه وجه الرئيس الأميركي بوش وهو يُصفع بالحذاء على مرأى ومسمع من العالم أجمع تبسّم متنهداً وهو يتمتم لا بد من الليل أن ينجلي و لا بد للخير أن يعم ، و ها هو المدير المُتعالي يطوي صفحة الظلام ليُشع النور في الشركة من جديد كما ستشرق شمس الأمل في فضاءات حياتنا الواسعة يوماً ما .

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *