السوبرماركت/ بقلم:شهد الشاطري( اليمن )

وقفَ أمامَ بابِ السوبر ماركت ففُتحَ الباب الأتوماتيكي، احتضنهُ هواء المكيفِ البارد فقال في نفسهِ: يا الله تكييف السوبر ماركت يردُّ لكَ روحك..
سحبَ عربةً من تلكَ العربات المصفوفةِ في الزاوية تحسس جيبهُ ليطمئنَّ على راتبهِ الذي استلمه منذُ بضعِ دقائق ومضى يشقُّ طريقهُ بينَ الممرات…
وصلَ إلى حيثُ يوضعُ الدقيق، أخذَ كيساً صغيراً “خمسة كيلو” وتناولَ من الرّفِ المقابل كيساً من الأرز لا يزيدُ عن الدقيقِ وزناً، تلفتَ يميناً وشمالاً بحثاً عن رفوفِ السكرِ والزيت فلمحَ قواريرَ الزيتِ الصفراءِ من بعيد فانطلق َ يجرُّ عربتهُ إليها، اكتفى بقارورة صغيرة من الزيت وكذا خمسةِ كيلو من السكر؛ لمحَ ظروفَ الكاكاو مصطفةً على رفوفِ الممر المقابل فاشتهى كعكةً من تلكَ التي تعدها زوجته فتناولَ ظرفاً صغيراً.. أخذَ يتجولُّ بينَ الممرات يختطفُ بكلتا يديه كل ما أشتهتهُ نفسهُ من بين الرفوف؛ فقد أقسم أن ينهي كل ما في جيبهِ اليوم وليكن ما يكن؛ لتأكل الأَرَضَة دفتر دينهِ في بقالة أبو محمود…
أمتلأت العربة حتى أنه صَعُب عليهِ جرُّها كان يدعو أن يباركَ الله في ذلكَ الراتب البائس؛ وأخيراً تناولَ قطعتين من الشوكولاته ليسعدَ بها طفليه وظرفاً من الحلوى يتسلى بهِ مع زوجتهِ…
وقفَ أمامَ المحاسب يتأملُّ الأكياسَ التي تُملأ مبتسماً؛ سعادةٌ لم يعشها منذُ سنوات، تمنى لو كان أحضر زوجتهُ وطفليهِ ليشاطروه هذهِ السعادة، لكن الفكرة جاءت مباغتة… تفوهَ المحاسبُ بالسعر فتنهد قائلاً: الحمدُ لله ستتبقى لدي ثلاثة ألف لن أضطر لإرجاعِ شيء…
تحسس جيبهُ ليعطي المحاسب المبلغ فلم يجد ذاكَ الشئ المستطيل، تحسس جيبهُ الآخر، انتفضَ جسده وراحَ يخرجُ جيوبهُ من بنطالهِ تحسس جيبَ قميصهِ تلفّتَ يمنةً ويسرة جال ببصرهِ في الأرض؛ لكنهُ لم يجد شيئاً…

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: