حديث الزهور/ بقلم :د. ميسون حنا نشرت بواسطة:محمد صوالحة ديسمبر 10, 2020 في رواق القصة القصيرة اضف تعليق قصة للأطفال قالت زهرة لصديقتها : أنظري تلك الفراشة التي تتنقل بين زهرة وزهرة، أكاد أحسدها ، لو كان لي جناحان لفعلت مثلها. لما سمعت الفراشة كلام الزهرة حطت عليها وقالت بخيلاء: لتعلمي أيتها الزهرة أني الفراشة التي زرت حدائق السلطان ، ورأيت من الزهور ما لا عين رأت. قالت الزهرة: وهل رأيت السلطانة ؟ قالت الفراشة: رأيتها، وسكتت، ولما رآت الفضول واللهفة بلغا أوجهما قالت: هي امرأة ذات حسن، ولكني رأيت أجمل منها . قالت الزهرة: ومن أجمل من سلطانة البلاد التي قهرت النساء بلا استثناء ؟ قالت الفراشة : قطر الندى أجمل . قالت الزهرة بازدراء: تلك الفتاة الفقيرة المعدمة التي تدمي الأشواك قدميها العاريتين ؟! قالت الفراشة: ومع ذلك هي التي تزين شعرها بزهرة عابقة . قالت الزهرة : أنا أطمح أن أزين شعر السلطانة ذاتها . الفراشة: السلطانة لا تعبأ بك ، إنها تضع على شعرها تاجا من الذهب. الزهرة: لكن السلطان. يحب الزهور بدليل أن حدائقه ملأى بشتى أنواع الزهور ما لا عين رأت كما قلت. الفراشة: هو أيضا لا يهتم بالزهور وإن كانت حدائقه ملأى بأجمل الأنواع منها. الزهرة: ولم يزرعها إذن؟ الفراشة: هو سلطان ، يفعل ما يريد. الزهرة: ولماذا يريد هذا بالذات ؟ الفراشة: لم يرد اقتناء الزهور بالذات كما يخيل لك ولكنها الموضة، أعني هكذا هو المتعارف عليه أن يكون للسلطان حدائق جميلة تغص بأجمل الزهور والنباتات. قالت الزهرة بتصميم: إنه يحبها إذن . أجابت الفراشة: ما يشغله أمور جسام، وما للزهور مكان في تلك الأمور. الزهرة: وما هي تلك الأمور ؟ الفراشة : إنه يبحث في شؤون البلاد ، وحل المشاكل لتسهيل حياة العباد. الزهرة : مشاكل ؟! الفراشة : وفض النزاعات بين الأمم ، وإيقاف سفك الدماء، وردع الغزاة ، وحماية الأوطان ، ومنع الحروب اتقاء الهلاك. قالت الزهرة بعجب: دماء … وهلاك… ما هذا الذي أسمع ؟ إنه عالم بشع، كيف تحتملين مشاهدة كل هذه الأهوال؟ قالت الفراشة: لذا أعود إليكم . الزهرة: أحمل شيء في العالم حديقتنا حيث يعم السلام، حتى أننا لا نعرف شيئا عن الويلات التي ذكرت، لم أعد أحسدك على تطوافك أيتها الفراشة . **** شارك هذا الموضhttps://web.facebook.com/afaqhorra/aboutوع:https://www.pinterest.com/?autologin=trueطباعةLinkedInPinterestRedditفيس بوكTumblrWhatsAppSkypeTelegramتويترPocketمعجب بهذه:إعجاب تحميل... 2020-12-10 محمد صوالحة شاركها ! tweet