حضور مختار الى الوليمة لوحده/ بقلم: عبدالقادر رالة( الجزائر)

   قاطعه الجميع، أصدقاءه وزملاءه حتى جيرانه زهدوا في زيارته. لم يرغب أحد في حضور الوليمة التي أقامها بمناسبة عودته من رحلته الى إحدى الدول الأوروبية …

   يكادون يختلفون في عدّة أمور، لكنهم يجتمعون جميعاً على أنه تغيّر و لم يصر ذلك الشخص الذي عرفوه قديما ً ، وإنما إنسان أخر متكبر ، العجرفة أهم سماته ، يخون زوجته الطيبة الهادئة ، ولا يخجل من معاشرة النساء المطلقات …

   لم يحضر إلا صديق طفولته مختار …

   المائدة فاخرة اصطفت عليها أطيب المأكولات وأشهى الحلويات ! 

   لم يتحدثا عن أوروبا ومدنها الجميلة وفتياتها الفاتنات ، ولم يسأله مختار بفضول عن الحياة هناك ، ولا أَسِف هو لماذا لم يلبوا دعوته ؟

   وإنما أمضيا وقتا طيباً يأكلان ويستمتعان  ،يثرثران ويقهقهان حول مغامرات الطفولة الشقية …

 لكنه لم يستطع أن يتحمل فسأله عندما أوصله الى باب الفيلا الخارجي :

ـــ لم أكن أتوقع أن يكون الناس بهذا الحقد ، وأنا لا أعرف لماذا يكرهونني ؟

  ابتسم مختار ثم قال  بهدوء :  ــ أنت تعرف نفسك جيداً! وأنت  تعرف أني لبيت دعوتك لأنك صديق قديم منذ الطفولة ! منذ أيام مدرسة ابن باديس …

  أنا أتيتُ إكراما لتلك الأيام الجميلة!

  ثم صافحه وانطلق عائدا الى بيته ….

 

    

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: