خلود/بقلم:محمد الخضر المحوري

على طاولته المتأرجحة تناثرت كتبه، لم تبد مرتبة، توسطها ديوانه الأخير.
ومن حافة الطاولة كانت تطل شعيرات زغبية ترتخي على وجه ولده الناعم الذي يبدو نصفه.
عبثا حاول الوصول إلى كتب والده فلم يستطع، فرشق والده بسؤال بدا وكأنه انتقام على فشله الذريع في الوصول:
هل من فائدة مرجوة من هذه الكتب التي نشرتها؟
ففرك الوالد أذن ولده المشاغب بحنو، وهمس:
سأجيبك بالنفي بناء على تلك الفائدة التي يدور مفهومها في رأسك.
لكني أبحث عن شيء آخر!
عاجله مرة أخرى بسؤال آخر.
عماذا تبحث؟
وبارتخاء أسند الكاتب ظهره المتعب إلى الكنبة، وسرح ببصره بعيدا، وكأنه يحاول الإمساك بشيء ما، بعدها أطلق تنهيدة عميييقة جدا جدا، وقال:
أبحث عن الخلود يا ولدي!
فرد ولده باستغراب:
ولكن ذلك غير ممكن.
وأردف بذات اللهجة:
أليس كذلك؟
فجاوبه سريعا:
أتفق معك في ذلك، لكن باستطاعة الكاتب المتميز التحايل على هذا الناموس.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!