رنة جرس / بقلم : غادة المنوفي

()

يجلس علي كرسية المتأرجح الخشبي ينظر الي الباب. بلهفة ثم يرن جرس الباب يجري مهرولا. بعصاةالخشبية المحني عليها بحركتة البطيئة السريعة علي قدر سنة كاد أن يقع وهو متجه إلي الباب لكنة تماسك مشتاق لمعرفة من علي الباب هل هي ابنته التي سافرت مع زوجها. ولم يرها منذ عدة سنوات او ابنه الذي هاجر ولم يعلم عنه شئ أم محصل النور أو الغاز أم من؟

يفتح الباب ولم يجد أحد وسمع علي السلم همسات ضحك الصبي المشاغب الذي يرن علية الجرس مرارا وتكرارا وقف عم مصباح يوبخة ويقول له سأكهرب الجرس وان اتيت مرة أخري سأضربك بعصاي الخشبية وأكسر قدمك أغلق الباب وذهب ليستريح جلس علي كرسيه الخشب أمام طاولته التي تفترش بعدة القهوة وقليل من الكعك وجرائده القديمة وبعض كتبة المفضلة وجلس يستريح ويفكر في الولد المشاغب الذي يشغلة كل يوم برنة الجرس وجلس يوبخه بينة وبين نفسه ثم نام علي كرسية أفاق من غفوته علي رنة جرس التليفون وأصبح يتحسس نظارته ووضعها علي عينه ثم أمسك سماعة التليفون التي هي بجانبه ولكن الخط فصل؛

وفي اليوم التالي أفاق عم مصباح من نومه المتقطع علي رنة جرس الباب وذهب ليفتح الباب واذا هو بالولد المشاغب الذي يداعب عم مصباح فلا احد يرن جرس الباب غيره للعب  ومرت عدة ايام وعم مصباح جالس علي كرسيه ينظر الي الباب وينتظر رنة الولد المشاغب لكن لم يرن بعد  فقام عم مصباح وفتح الباب ووقف أمامة ينظر الي عمارته القديمة المتهالكة التي تغيرت ملامحها وايضا سكانها ولم يبقي من جيرانة القدامي سوي شققهم المغلقة بعد أن هجرها أهلها ووقف ينتظر الولد المشاغب واذا بالبواب ينزل علي السلم فساله عم مصباح أين ذاك الولد الذي كان يرن علي الجرس ويشاغبني

فقال له إنهم عزلوا منذ أسبوع من أخر رنة جرس علي باب عم مصباح

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!