الإسكندريَّة / شعر: قصيدة الشاعر : علاء الدين سعيد

مَدَدتُ فؤادى
عَلى راحتَيْكْ
فصُغتِ حياتىَ مِنكِ إلَيكْ
وأنتِ المَدَى
وأنتِ حُدودِى
وأنتِ بقائى ومَعنَى وُجودِى
وَسِرُّ خُلُودِى
عَلى راحتَيكْ ..

مَدَدتُ فُؤادِى
يُحَوِّمُ حَولَ العُبابِ النَقِى
لِيَحوِىَ مَلهَى الصَبِىِّ الشَقِى
وَمِحرابَ هذا العَجُوزِ التَقِى ..

مَدَدتُ فُؤادِىْ إلَى البَحرِ بَرَّاً
لِيَحوِىَ كُلَّ الأَحِبَّةِ فِيْك
لِيَحضُنَ كُلَّ الوُجُودِ لَدَيْك
فَيَمْتَدُّ قَلبِى
بِساطاً وَثِيْراً
وَعِشقَاً أَثِيْراً
لِمَنْ كانَ مِنْك
فَأَوْغَلْتُ فِىْ أُفْقِكِ السَرمَدِى
نَسيجاً مِنَ الحُلْمِ ظِلاًّ عَلَيْك
فَلِىْ أُمنِياتٌ
وَلِىْ أُغنِياتٌ
وَلِىْ ذِكْرَيَاتٌ
وَفِيْكِ غَدِىْ
أَيَا عُرسَ بَحْرِىْ
وَيا بَحْرَ شِعرِىْ
وَيا شِعرَ عِشْقِىْ وَأُنشُوْدَتِىْ ..

مَدَدْتُ فُؤادِىْ
مِداداً لِبَحْرِكْ
لأَحْمِلَ فِىْ مَوْجِهِ الإشْتِياق
وَعَبَقاً لِهَذا الْحَنِيْنِ الْعَتِيْق
وَلَهْفِىْ عَلَيْك
مِداداً يُسَطِّرُهُ المَوْجُ مَدَّاً
إِلَيْكِ ، وَجَذْراً
عَنْكِ ، وَسِحراً
بِكُلِّ العُيُون
فيَغْزلُ مِنكِ هَواىَ الرَقِيْق
وَيَجعَلُ بَيْنَ الشِباكِ القُلُوب
وَيَوْمَ التَلاق
وَفَجراً دَعِيَّاً إلَى الإرتِزاق
فَيُوقِظُ بِالنَسَماتِ الرُقُود
وَبِالطَلِّ يَغسلُ وَجْهَ الوُجُود
وَيَضْرِبُ فِىْ جَنَباتِ الخُمُود
فيَحفِزُنِىْ بِكِ لِلإنطِلاق
لأبْحَثَ عَن مُعطَياتِ الحَياه
بِمَكْنُوْنِ خَيْرِكِ تَحتَ المِياه
فَيُفصِحُ بَحرُكِ بِالمُنتَهَى
فَيُثرِى العُيُونَ وَيَسبِى النُهَى
وَيُنطِقُ بِالدُرِّ أَشعارَنا
يُرَصِّعُ بِالخَيْرِ أَعمارَنا
فيَبْسُمُ بَرُّكِ فِىْ ثَغرِنا
وَيَدعُوْنِىَ البَرُّ أَنْ
هِيْتُ لَكْ
تَعَالَى فَإنِّىْ أَغارُ عَلَيْك
وَما بُحتُ إلَّا بِخَيْرىْ إِلَيْك
تَعَالَى إلَىَّ فَقد هِئْتُ لَكْ ..

فَأحتارُ بَيْنَ المَدَى وَالشَوَاطِئ
وَأَنسابُ بَيْنَ الثَرَى وَالثُرَيَّا
وَبَيْنَ تُراثٍ أَراهُ الثَرِيَّا
يُرَوِّىَ عَنكِ وَعَنِّىْ
وَيَروِىَ بِالعِشقِ فَنِّىْ
فَأَغدُوْ
مَزِيْجَ الهَوَى وَالأَمانِى
وَأبْياتِ شِعرِىْ
وَسِحرِ المَعانِى
وَأَسبَحُ شَمساً وَأُفقاً وَبَحراً
فَيَطرَحُ غَوْرُكِ دُرَّاً وَسِحراً
بِعَيْنِ الوُجُود
بِحُبٍّ وَجُود
فأَسْلَمْتُ قلْبِىْ إلَى راحَتَيْك
يُعِيْدُ حَياتِىَ مِنكِ إلَيْك
فأَغدُوْ مَزِيْجَ المَدَى وَالهُدَى
وَمَوْجِ البِحار
وَكُلِّ المَوَانِئْ
لِيَأْوِىَ قلْبِىْ إلَى راحَتَيْك
لِيَحوِىَ كُلَّ الأَحِبَّةِ فِيْكِ
لِيَحضُنَ كُلَّ الوُجُودِ لَدَيْك
فَأَنتِ المَدَى
وَأَنتِ حُدُوْدِىْ
وَأَنتِ بَقائِىْ وَمَعنَى وُجُوْدِىْ
وَسِرَّ خُلُوْدِىْ
بَيْنَ يَدَيْك .

عن ناصر ميسر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!