ثمَّ استيقظتُ للتوِّ مفتشةً عن الحلم
يودُّ الفاقدون بلادهم
لو أنَّ سنونوةً ما تحملهم إليها
أسميتكَ يا حلمي وطن
بطاقة تعريفٍ ضائعةٍ
تتشبث بطرف الثوب العنيد
أسميتكَ يا حلمي وطن
لعلَّ برتقالاتِ يافا
تكبر خلف عتق النوافذ
وتحملني إلى قلبك الأزرق
كما لو أَنّ الفصول لم تقلبهُ
كما لو أَنَّ الخريف أسقط عنكَ ملامح السفر
لعلِّي أستقرئُ من بين خطاك الثقيلة إليَّ دهشةَ الأمِّ بغلامها الشهيد
وتسأل جلدَ غلامها الملطخ بسقيا الدمِ
أينَ تُدْفَنُ الروح
يا مَنْ ليسَ للروحِ سواك؟
ولماذا أذكرُ الموتَ الآنَ مناضلةً باسمهِ الحياة
هل الموت يا وطني الخَلاص من بيَّاراتك؟
هذا القلب المنوَّط بأهازيج سنونواتك لا يكفُّ عن حبك
هذه العروبةُ التي تصبحُ عليها سماءك لا تتوقف عن إيلامنا
عن إيلام قصيدة شاعرة تتجمَّل كل صباح بالعَروض
في داخل صدرها بركان، كل يومٍ مئات المعاركِ يخوض
هيَ تفجَّرُ من رحمها مخاضَ الحب
هو يكشفُ عن صدرهِ وشمَ الخرائط
وحبهما بوصلة الطريق
حبهما يتسربلُ ثوبًا أنيق
ثوبًا مرصعًا بألوان الوطن
ثوبًا منسوجًا من قصائد قديمة على مقاسِ قلبه المتسربل عيون يافا
أزرارًا عملوسةً
تنزلق عنها كل كآبات البلاد
جيوبًا موزعةً في البنانِ تخبئُ في جوفها الهويّة
نسيجًا مخمليًا يخبركَ بأنّكَ عربيَّ الفؤاد فلا تخضع
قِفْ وتسمَّر كصفصافةٍ شامخةٍ لا تهاب الكرى
مُتْ فيهِ متسمِّرًا
قبِّلهُ
دَعْ شموسهُ نزيلةَ شباككَ المكسور
وقُل لي كيف كنتَ تقبِّلُ بلادكَ
أقل لك من تكون !