صباح لا يشبه أي صباح/ بقلم/ فايزة سعيد (السعودية)

أيها العاشقُ
إلى درجة الجنون
الغارق في بحر الحب
كسمكةٍ وحيدة
عندما أشم رائحة صوتك
الحار الممزوج بالألم اللذيذ
يخرس اللسان
يعجز المعنى
تصمت كل اللغات
تسقط الكلمات
تفترش الأرض
تتناثر على زجاج الوقت
في حين
العواصف التي تهب
من جميع جهاتك الأربع
تزلزلني تحاصرني
تقتلعني من جذوري
ترمي بي
إلى مرافيء بلا حدود
وشواطيء بلا حدود
وجزر ليست على الأرض
وجنة معلقة
بين النهار
وحدِّ السكين
أسالك أن تبحر بي
أن تأخذني وتصعد بي
إلى ظهر سفينتك
فأنا امرأة مائية العشق
وسفينتك بحر غرام
تحت السماء الزرقاء
على هدير الأمواج
شهي أنت شفّاف أنت
كغيمة بيضاء
في يوم غائم
شهي كتفاحة خضراء
سقطت من يد بائعٍ متجول
على أرض مبللة بالماء
يذكرني صوتك
المسافر في نهار عشقي المجنون
بصوت المطر في الربيع
وزقزقة العصافير الصغيرة
الهاربة من تحت الماء
وفوق الماء وحول الماء
تطير في صباح ربيعي
لا يشبه أي صباح
أيها النائم
في ضفيرتي الشقراء الطويلة
كنخلة عراقية تعانق الريح
هذا الصباح
أحبك
كما لم أحبك من قبل
وأشتاق إليك
كما لم أشتاق
إليك من قبل
أكسرُ مرايا الحقيقة بيني وبينك
وأقفزُ فوق الزمن
فوق العصر
فوق الجنس
فوق الجسد
فوق الحقيقة
فوق الحب
فوق خيام العشيرة
أتسلقُ سلالم عشقك
غير المعلن
كغزالة برية شاردة
أركض
في صحراء عشقك
المجنون
الريح من خلفي
ومن أمامي سيف العشيرة
يتلألأ يغني
يبتسم للموت
وأنا أبتسم للحب
في جنون الحب
ولوعة العشق والهوى
حين ضبطوك
ذات صباح نائمًا
في عيني
أقسموا على قتلك وقتلي
وأقسمتُ أنا على حبك
حين جاؤوا
كي يخرجوكَ من عيني
لم يجدوك
فتشوا عنك في كل مكان
فلم يجدوك
كنّت قد خبأتك في قلبي
وأغلقت عليك قفصي الصدري
وانطلقت بك أعدو
أعدو خلف الغيم
في صباح ربيعي لا يشبه أي صباح
أيها العاشق السلطان
السلطان العاشق
أدمنتُ حبك
حتى المرض
حتى الجنون
وحتى مات الحب
من حبك
ونامت الأشواق
على بابك في ولع الشمس
وقت الشروق
وكملكة جميلة فاتنة
تصعد سلم المجد للمرة الأولى
واثقة الخطى
عظيمة المجد
يعانق الفجر في عينيها
صبحه البعيد
تجلس على عرشها
فرحة مبتهجة
حين الملوك بعروشهم يفرحون
وحبك كان عرشي
الذي من أجله
سافرت إلى الشمس حافية القدمين
في قلبي رعشة وبيدي وردة معطرة
في صباح ربيعي لا يشبه أي صباح
أيها الهارب
من الصباح
إلى الصباح
ومن النهار إلى النهار
ومن المساء
إلى المساء
على ضفاف قلبك العاشق
وشواطيء العمر
نام رمشي
السحر
والجمال
وضفائري الطويلة
في وداعة الماء
تدغدغ شرائطها الملونة
أنفاسك
ورائحة الحب
في كلماتك
مطرٌ يهطل فوق نوافذي
يستوقفني الضوء
عند حدود عينيك
أُقَبِلُ كفكَ وأذوب
عند ذلك البريق
القادم من عينيك
وأتلو حكايتي المعتادة
في حين أبني على شفتيك قصورًا
من المطر
في صباح ربيعي لا يشبه أي صباح

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
%d مدونون معجبون بهذه: