التفاصيل الكاملة لمذبحة الـ”6 دقايق” في مقهى أم كلثوم بالعياط

ناصر محمد ميسر    آفاق حرة 

عقارب الساعة كانت تشير إلى الثامنة والنصف مساء أمس، كان الهدوء يسود قرية العامرية، عدد من أهالي القرية يجلسون على مقهى “أم كلثوم”، الواقع على بعد أمتار من مدخل القرية، رواد المقهى جلسوا يدخنون “الشيشة”، وآخرون جلسوا لاحتساء الشاي ولعب “الدومينو”، والحكايات عن أسعار الأراضي والفاكهة والخضراوات كانت هي حديث المقهي، لكن الحديث توقف والضحكات توقفت، وانطلقت الصرخات والاستغاثات.. فماذا حدث؟.

في تمام الساعة التاسعة، حضر شاب ملثم يستقل دراجة نارية، وقف أمام المقهى نحو 30 ثانية، ثم أخرج سلاحا آليا وأطلق وابلا من الرصاص على رواد المقهى، قتل اثنين من عائلة واحدة، وأصاب 6 آخرين بينهم نجل مالك المقهى وفر هاربا.. انطلقت الصرخات والاستغاثات، وبسرعة توالت الاحداث.. ولم تتوصل جهات التحقيق إلى دوافع الجريمة حتى الان.

تفاصيل الـ6 دقائق التي وقعت خلالها الجريمة، كشفت عنها تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية وأقوال الشهود وعم الضحايا، وجاءت كالتالي:

– رصاص في مقهى أم كلثوم –

في التاسعة مساء أمس.. تلقت شرطة النجدة إخطارا من أهالي قرية العامرية، أفادوا فيه بأنّ مجهولا أطلق الرصاص على مقهى أم كلثوم، وفور تلقي البلاغ، انتقل المقدم مروان الحسيني رئيس مباحث العياط، بصحبة عدد من معاوني المباحث إلى مكان الواقعة، وتبين أن إطلاق الرصاص أسفر عن مقتل اثنين وإصابة 6 آخرين.

على الفور، أخطر المقدم مروان الحسيني، اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث، بتفاصيل البلاغ، وعلى الفور انتقل اللواء إبراهيم الديب بصحبة فريق من مباحث الجيزة، على رأسهم اللواء رضا العمدة نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، واللواء محمد عبدالتواب مدير المباحث الجنائية، والعميد ناجي كامل رئيس المباحث الجنائية لقطاع جنوب الجيزة، وفور وصول مدير المباحث، استكمل فريق البحث فحص المكان، وتبين أن المقهى مملوك لـ”عيد يونس”، وأنها مكونة من طابق واحد من الطوب الأحمر، وعثرت القوات على فوارغ طلقات عديدة.

– ملثم يحمل بندقية آلية –

نقلت القوات الضحايا والمصابين إلى مستشفى العياط، واستكمل فريق البحث فحص ومناقشة عدد من رواد المقهى، والجميع أكدوا أن شابا ملثما يستقل دراجة نارية، حضر إلى المقهى وفتح النيران على روادها وفر هاربا تجاه منطقة الزراعات، وأخذت القوات مواصفات ملابس المتهم الهارب، وأخطر اللواء عصام سعد مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، المستشار حاتم فاضل المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، وانتقل فريق من نيابة العياط عقب ذلك لمسرح الجريمة، لإجراء المعاينة التصويرية.

رفع خبراء الأدلة الجنائية، عدد من فوارغ الطلقات، وكلفته النيابة بفحصها وبيان أعيرتها، كما أجرت مناظرة جثتي القتيلين، وتبين إصابتهما بطلقات آلية أحدثت فتحات دخول وخروج في الجسد، وأمرت بندب الطب الشرعي لتشريحهما لبيان أسباب الوفاة، وتبين من فحص المصابين إصابتهم بطلقات آلية في مناطق متفرقة، تمثلت في الذراع والكتف والجانبين والرقبة والصدر، وطلبت النيابة تحريات المباحث بشأن الواقعة، وضبط وإحضار مرتكبي الحادث.

– فحص عدد من المشتبه بهم –

عقب انتهاء النيابة من مناظرة جثث الضحايا ومعاينة مسرح الجريمة، عقد اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث اجتماعا موسعا مع عدد من ضباط مباحث جنوب الجيزة، وخلال الاجتماع استعراض اللواء إبراهيم الديب الخطة التي جاءت كالتالي: فحص علاقات المجني عليهما ومعرفة ما إذا كانت هناك “خصومة ثأرية، خلافات شخصية، أو خلافات مالية”، وأيضا فحص خط سير هروب المتهم، والاستماع مرة أخرى لأقوال عدد من الشهود وفحص المحلات التجارية، لبيان ما إذا كانت هناك كاميرات من عدمه، وعقب الانتهاء من الاجتماع انطلقت 3 مأموريات من المباحث للبحث عن المتهم الهارب وتتبع خط سيره.

– 6 دقائق –

مسرح الجريمة.. قرية العامرية، التي تقع ضمن قرى مدينة العياط بجنوب محافظة الجيزة.. الجريمة وقعت على مقهى أم كلثوم، الذي يقع على بعد أمتار من مدخل القرية، التي تضم بين جدرانها الآلاف من السكان، الطريق إلى القرية ترابي، والمنازل مكونة من طابق أو اثنين، معظم أهالي القرية مزارعين.

كريم، عامل في المقهى، يروي تفاصيل الـ6 دقائق التي قتل خلالها اثنين من عائلة واحدة وأصيب 6 آخرين، في أثناء جلوسهم على المقهى لشرب الشيشة والشاي، يقول: “في نحو الساعة الثامنة والنصف، حضر شابا ملثما يستقل دراجة نارية دون لوحات، وأخرج سلاحا آليا، وأطلق وابلا من الرصاص بطريقة عشوائية على رواد المقهي، وفر هاربا”.

وأضاف قائلا: “كل ده حصل في 6 دقائق، وبعدين الناس بلغت الشرطة ونقلنا المصابين والمتوفين إلى مستشفيالعياط، والدنيا اتقلبت بعدها”. وأنهى كلامه قائلا: “محدش فينا عمل حاجة وحشة في حد، ومنعرفش مين اللي عمل كده، الناس كلها في حالها، منه لله اللي عمل المذبحة دي”.

جمال عبدالعليم عم الضحايا، يقول إن المجني عليهما لم يكن لهما أي عداوات أو خلافات شخصية مع أحد، وأنهم فوجئوا بشاب أطلق الرصاص على رواد المقهى وفر هاربا تجاه الزراعات، وأنهى كلامه قائلا: “حسبي الله ونعم الوكيل فيه، حرق قلبنا على عيالنا”.

عن ناصر ميسر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!