إعادة كتابة المناهج قضية وطن/ بقلم الشاعرة فابيولا بدوي

تحول التاريخ في فرنسا منذ القرن التاسع عشر لسؤال سياسي محرك للشعور العام، وهذا ما كشفت عنه الانتخابات الرئاسية الأخيرة بوضوح. ففي الوقت الذي ركز فيه مرشح على حتمية إعادة كتابة مناهج التاريخ في المدارس، مع التركيز على القصص البطولية والانتصارات الوطنية، وقف آخر معلياً قيمة التاريخ في بناء الأجيال، مؤكداً للفرنسيين أنهم أبناء عصر التنوير والثورة الحضارية العظيمة، بينما تحدث إيمانويل ماكرون عن التاريخ كوحدة واحدة بكل ما يحتويه من تجانس وتعددية، وأن التركيز على البطولات لا يعني سوى تجزئته، فيما يتجه اليمين المتطرف كالعادة إلى تعزيز الرواية الوطنية الداعمة لنظرية التفوق.
الخلاصة أنه لا يوجد بلد آخر في العالم يعد فيه تعليم التاريخ قضية دولة، حيث ينظر للهوية الفرنسية تقليدياً بأنها تاريخية.
بالمقارنة نحن نذوب في التاريخ وعراقته ونستند إليه كمصدر تميز، بدلاً من كونه الهوية التي لا يجوز التغافل عنها بسبب حالة الانبهار التي تعترينا أمام الحضارات الأخرى. ربما حان الوقت لنتدارك ذلك، ونعيد النظر في مناهجنا التعليمية للتاريخ بما يمكننا من التفوق حاضراً ومستقبلاً.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!