كلما غادر عالمنا رائد من رواد الفكر والإبداع من الطبيعي أن تكشف محاولة تتبع سيرته بكل ما تحويه من ثراء عن نقاط غائبة لم تلفت انتباه غالبيتنا.
هذا ما حدث أثناء وداع ليندا نوكلين رائدة تاريخ الفن النسوي هذا الأسبوع، لنجدها قد نشرت في العام 1971 مقالة تأسيسية لهذا التاريخ بدأتها بسؤال: لماذا لا يوجد لدينا فنانات استثنائيات من النساء؟ وكان هذا المقال بمثابة فتح امتد لما يقرب من نصف قرن من التفكير في مكانة المرأة في تاريخ الفن.
السؤال لا يعني أن الفن التشكيلي لم يضم تميز لنساء تمكنّ من رسم خطوط واضحة لهنّ على خريطة الفنون، لكنه يوضح كيف أن التاريخ الفني لم يحتفِ بهنّ بالقدر الذي احتفى به بالفنانين العظام، وهو ما دفع بالمؤرخة أن تؤكد على أنها لم تتمكن خلال متابعتها من صنع قصة عظيمة، بل فقط من مراقبة الأعمال الفنية ووضعها في سياقها.
مثل هذه المقولات تنبهنا نحن أيضاً إلى أننا قد نكون قد قصرنا في توثيق مسيرة المرأة في تاريخ الفنون التشكيلية في منطقتنا.