العنصرية لن تحرر يوماً ضحاياها/ بقلم الشاعرة المصرية فابيولا بدوي

العنصرية كلمة لا تحمل سوى وجهاً واحداً، يفضي إلى حالة من الإقصاء والرغبة في نفي الآخر، حتى ولو ظللناها برتوش فنية، أو أطفينا عليها لمسات تعكس بعض الخصوصية، ستظل العنصرية دائماً النقيض الصارخ للتسامح والتعايش.
لهذا السبب أثار أخيراً المهرجان الفني الأفريقي الأوروبي في فرنسا الكثير من اللغط، وقررت رئيسة بلدية باريس منعه من أي من قاعات المدينة لما يحتويه من معان عنصرية، بصرف النظر عن حسن النيات أو الأهداف.
كان الهدف الرئيس من المهرجان هو بناء استراتيجيات مستدامة والتضامن لمكافحة التمييز على أساس الجنس ضد النساء ذوات البشرة الداكنة. لكن وسائل التعبير عن الفكرة تحولت إلى فضاء مفتوح للتعبير عن النفس من خلال رفض الآخر، ابتداء من الاسم (ممنوع على البيض) مروراً بالفنانين المشاركين نهاية بالأعمال الفنية المعروضة.
بصرف النظر عن التفاصيل، لكن المتأمل للحدث سيتوقف كثيراً أمام تصور بعض ضحايا العنصرية أن الوسيلة المثلى للتعبير عن قضيتهم هي بالانغلاق على أنفسهم، وأن تنسحب هذه النظرة على الفن ذلك الجامع المشترك الذي نستوحي منه أجمل قيمنا الإنسانية.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!