فقدت فرنسا الأسبوع الماضي اثنين من عمالقة الفن والإبداع لديها، الأول كان الكاتب الكبير جان دورمسون، والثاني مطرب الروك الأشهر جوني هوليداي.
الأخير عكست لحظات وداعه قيمة الفن والفنانين بصرف النظر عن مواقفهم السياسية، فعلى الرغم من يمينية هوليداي المعلنة والمعروفة، والتي ساقته نحو تصريحات متطرفة في بعض الأحيان، إلا أن ثلاثة رؤساء لفرنسا كانوا في وداعه، ساركوزي اليميني، وهولاند الاشتراكي، وماكرون الوسطي.
مما يؤكد على أن قيمة الفنان هي في عطائه وقدرته على التميز والتفرد، وما يشكله في وجدان شعب من جيل لجيل.
أما الكبير الرائع جان دورمسون الذي غادر عن عمر تجاوز التسعين، فقد ودعه الرؤساء الثلاثة أنفسهم في جنازة وطنية لائقة، ووسط كلمات رثاء عبرت عن حجم خسارة فرنسا بفقدان أحد أهم مبدعيها، ليقوم رئيسها الحالي بعد ذلك بتنفيذ وصية الراحل في مشهد كان أقرب للملحمة الأدبية، حينما وضع ماكرون قلماً فوق النعش، ليرافقه حتى مثواه الأخير.
بالفعل يغدو المبدع بالنسبة لبلاده ترياقاً لكل أيامها الرمادية، بهذه الكلمات ودعت باريس أديبها.