الصبر عند امي/ بقلم: ياسر الزمراوي( السودان)

الصبر عند امي ليس حالات تجلب ولا نداء من الذاكرة، هو بصيرة مستمرة وسلوك خلايا عفوي طبيعي، أراه فيها عند يقظتها عند صلاة الفجر، تتوضا بيقين والفة وتبدأ في صلاته بخشوع وسكينة، ثم تدلف على المطبخ الكائن في نهاية المنزل، المنزل الكائن في الجزء المديني من منطقتنا، حيث شمالها مقطون بأفراد قبيلة واحدة، تلم بينهم صلات القرابة، بينما نحن في غرب الأسفلت وغرب تلك المنطقة، حيث تتعدد القبائل من أصول سكانها، ذلك في بلادي التي لم تدخل بعد في مراحل أن يكون هنالك التداخل والتمازج القبلي بين مواطني قبائلها، امي تدخل المطبخ بحنين عالي تبدأ تترنم باغنيات نوبية من لغة نوبية تجيدها ولا تجيد سواءها، تبدأ في إعداد الشاي بدون السكر لاني إبي مصاب بداء السكر، تغني أغنياتها تلك بصوت خفيض يملاه الشجن والحزن، الشيء الذي يدفعني لارخاء أذني والقرب منها، فاجدها اغنيات عن الرحيل من وادي حلفا أوان تهجير سكانها في زمان مضى، اسألها : اغنياتك عن حلفا ياامي، تجيب بي دمعة حزينة اي هي عنها، تواصل في إعداد الشاي، وتدخل بعدها في أعدادنا للمدارس بعد أن نعود من الخلوة التي نصلي فيها صلاة الفجر، لاتمل ولا تكل مثل كل أمهات بلادي بل كل أمهات الدنيا، ترتسم على فمها ابتسامة صبوحة مشرقة يكون بها أغلب يومها ومنها نستفيض بالأمل وبالاشراق.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!