الساعة المبعثرة/بقلم:عبد المنعم عامر ( الجزائر )

الساعة المبعثرة بتوقيت الحانة يقول أحدهم وهو يرفعُ كأسه ويبكي “ما فائدة الساعة ولا أحد ينتظرك في البيت”

كل شيء بعدكِ خيبة، وكل شيء دونكِ قميصُ رجل ميتٍ تعلقهُ أرملةٌ للذكرى، وتنتظرُ معجزةَ الريح لتخلقَ رائحته من جديد،أعلقُ وجهكِ في قلبي وأنتظر منه كطفل يتيمٍ أن يمسحَ على رأسي…

سلامتكِ من كل تعبٍ وشحوب من كل سهرٍ وقهر،من كل زللٍ وملل من كل ضجرٍ وهجر من كل خوفٍ و قلق من بابٍ يريدُ كلمَّا تعريتِ من ثيابك،أن يتقدَّم خطوة واحدة إليكِ لكنهُ مثلي ثابتٌ في الجدار كصورة ميت!

يتمنّى كذلك وأنت تسرحينَ شعركِ أن يبكي كما يليق برجلٍ كان حيا منذ سنوات…

أنا الطفل الفقير يترددُ أمام عينيكِ.
عينيك الحلوى باهظة الثمن وبكل شهوةِ الأطفال …كان فقط يريدُ القليل منكِ فنام وهو يعضُ على أصابعه!

يا كل الأشياء التي حَملتها بحذرِ من يأخذُ قهوةً للضيوف وأنكسرت؛

يا صوتكِ الأمضى من الخنجر
يا وجهكِ الأخير في الجيبِ والقلب والعمر والسفرِ والشَجر والرسائل والوسائل؛
يا وجهك الثابت في الزوايا والشوراع والمحطات والحافلات وفي محافظ الأطفال و سوقِ العرائس والمساجد والنوافل…

وجهكِ الخيرُ والطَير والنهرُ والقهر والجُور والسورُ والمَدينة والحقيقةُ والعَطش والبئرُ،والجَمر والسَمَرُ والكرومُ والسهولُ والبعيدُ والعَالي والغَالي والتَالي وأما بعد… وفي النهَاية وأخيرًا.

 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!