تسرّب / بقلم : جمعة عبدالعليم

يعاملني الجميع كشاعر

يطلبون مني القصائد !

يضعون علامات الإعجاب

في نهاية نصوصي

أنا ادرى بنفسي

ما أنا بشاعر …

يبدو أنني ذات ليلة

بينما كنت طفلا

نسيت أن أغلق قلبي

قبل أن أنام

فتسرب بعضٌ

من حزن أمي

بعضٌ من قصائد أمي

التي تلقمها الرحى

بعضٌ من دموع أمي اللامعة

على انعكاس الضوء الخافت

لشمعة مرتعشة ..

بعضٌ من قسوة العيش

ورحابة الحياة

بعض من وشوشة الريح

لذوائب الأشجار

بعض من غزل خجول

يتبادله العشاق على شفير الخوف

بعض إيمان

تسرب من قلب عجوز تتهجد بقربي

في آخر الليل

دون أن تعرف المذاهب

أو تتقرب للأئمة

أو ترتدي مسوح التابعين

أنا لست بشاعر

أنا فقط عاشق

يرقص قلبي

كلما غردت قبّرة

على تخوم عشها

كلّما غنت

جنادب الصيف

وشرعت نوافذ المدينة

في صباحات الشتاء الدافئة

معلنة عن بهجة الفتيات الجميلات

المطلات بشعور منكوشة

وبقايا نعاس

ينشرن على حبال الصباح

ما تراكم في القلوب من أمنيات

كلّما قامت مكنسة الشتاء

بغسل الشوارع المتربة

وابتدعت للمصابيح مرايا

وللعصافير زقزقة مغايرة

أنا لست شاعراً

أنا فقط أستاء

كلما داهمتني عواصف القسوة

كلّما أنشبت الحرب أنيابها

في قلوب الأبرياء

أنا لست شاعراً

أنا أدرى بنفسي

أعجز في أحيان كثيرة

عن قول نفسي

أعجز أن أختم قصيدة

كما ينبغي

أنا فقط تتساقط مني الكلمات

في غفلة عن الترتيب

وتسيل الأحزان والآلام والآمال

التي تسربت ذات ليلة

إلى قلبي الذي نسيت أن أقفله قبل النوم …

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!