تضحكين مثل شجرة لاروكاريا / بقلم :فتحي مهذب

 

نهداك يفكران بشراهة

في قمح الجسد الأسمر…

يحدقان في تفاصيل أصابعي

المبعثرة..

مثل قوارب تتخبط في عرض البحر…

أبدو كمزارع قطن يقلم نتواءت

شهوته على حافة نبعك…

أحيانا أترصدك كذئب

سميك الظل…

تلاحقه أظافرك

بنباح عائلي…

أترصد قطعان أنفاسك

اذ تقفز مثل كنغر

إلى أسفل ذكرياتي السوداء…

مثل نهر من المواء الحزين

أجر ضباب عزلتي

كما لو أني الناجي الوحيد

من مجزرة مفترضة

في مفترق قوس قزح….

مثل نيزك متفحم

مخلوطا برماد الألهة

وغبار الأساطير…

يسقط وجهي دفعة واحدة

وتمنعه ركبتاك العاجيتان

من التبخر…

أحيانا

أعلو وأهبط

مثل شيطان

تلاحقه تفاسير الفقهاء…

أتدفق مثل موجة

مرصعا بدموع الأشجار المهاجرة

الى جزر اللامعنى…

أنا محنط  بالصدأ والرماد…

متخما بالسحب

ضائعا في مفاصل اللاجدوى

مثل أيل قطبي

يطوقه زئير الحتميات….

يحيط بي من كل جهات العالم

أثار أخطبوط على مرتفعات

القلب….

غيمة تدق زجاج النافذة

بكعب حذائها القروي….

رائحة الشبق البري..

أيتها الغزالة التي تطاردها

دمعتان من الماس

مصغية الى شروحات

عصافير الدوري…

تضحكين مثل شجرة لا روكاريا

بينما يطل من ثقوب مخيلتي

وجه المدينة حاليا

كأفعى المامبا.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!