عندما فارقني / بقلم : كهينة خليفة ( الجزائر )


فارقني يا سادة !! وتركني في عتبة الفراق أناحر مشاعري و أواسي قلبي لعله ينجو من جلاد الحزن الذي حبسني في سجن الاكتئاب بدون مقدمات أو حتى محاكمة لقضية عشقي
آه و أسفي على أيامي التي أصبحت مثل أوراق تطوي بعضها البعض
بيضاء روتينية قاتلة فتهرب مني دون أن يكون فيها شيء جدير بالذكر يخفف عنى أوجاعي و يكفف دموعي التي مافتئت تتوقف و تزول وترمي بي إلى المنفى
أين الآلام هي خليلي في أدهر تقطر دما من قوة البلاء فهو يعرفني و يحفظ تفاصيل قلبي الشاحب
أما جدرانه فيكتب عليه كلما طوي الليل النهار
متى سننجو ؟؟
و تارة أخرى يدون
ليت نصيبي مثل الطائر الزاجل ؟؟
أرتحل هنا و هناك و أنسى عبئ همي
عرفت الحزن يا سادة!! منذ نعومة أظافري حتى الزمن يشهد لهذا يا عالم !! فحياتي مجرد مخربشات ترسمها أنامل عاشقة متيمة غرس الحب حماسه في فؤادها و معشوقها يضيع بين الزحام

صرت غجرية في أحزاني أينما حللت و ارتحلت هي ملتصقة في وجداني
عقارب الساعة تمشي عكس ذنباي
عقارب الساعة تمضي عكس ذنباي و تجعل مني أنثى مكفوفة اليدين أشاهد شريط ذكرياتي البائس من أجمل زاوية لي في رف من رفوف ذاكرتي التعيسة
كأنني عجوز انهد قرميد بيتها فوقها و تكدست أطنان الغبار على زجاج فؤادها دون قريب يركض لها لينجيها من بئر الأوجاع التي أنا فيها
لماذا أنا بالضبط يا حزني تجعل من ساعات اليوم تهرول بين أحشائي وجعا تفقدني قوتي على استمرار ؟؟
أجبني و اتركني أختلي بوجعي في معبدي البعيد عن البشر و هرطقات النفاق
أدفن نفسي في غرفة موحشة أين الأنين رفيقي و أسلاك الكهرباء فيها منقطعة لن يضيء بها حتى مصباح بالي
دعني أخطو آخر خطواتي في مساري أودع أحبتي و منهم دميتي روزي
أحزنني بعدما فارقني يا سادة ؟؟ فلماذا يا ترى هكذا الحب كلمة لطيفة و مدلولها سكين حاد يقطع مضغة قلبي إربا إربا إنه الحب و الحزن اللذان جعلا من الشجن مخبري في سني العشريني
إني حتما أنهيت عمري برسالة عنوانها ليت العشق ينفع !!
ما ذنبي بل بالأحرى ما محل ذلك اللقاء من الإعراب الذي صنع مني عاشقة الولهان دون أحد يشفي غليلي ما الحب سقاني ما أردته ما تركني أطير إلى وطني بل أسكب عليا نيران الحنين تلتهب وأبدعت وأنا فزاعة للحب
ولتبدأ من فارقني يا سادة

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!