كل ما حولي اختنـاق .. وألـم / بقلم مفيدة المنديل

كل ما حولي اختنـاق .. وألـم …
اقتحمت تفاصيل وجعي , سالكةً ضباب اختناقي , أتعكز على بقايا أمـل مجروح ..
زلزلني المشهد واعتقلتني لحظات صمت رهيب ,
فصرتُ أتّقد كبركان مغلق من البارود تارة , و أتزمّل بصقيع الفاجعة وعويل الأسئلة تارة أخرى !
أأجمع صـور الأحبـة الغائبين ؟
أم ألملم أشلاء أحلامي في صناديق الغياب كمفقودين ؟
أم أسفح ملامحي الموشومة بلون الوطن ,أنهاراً من دمعٍ مالحٍ على جراح الياسمين ؟
أم أرتحل لأسكن باب مقبرةٍ , أوزع على أضرحة الراحلين الحبق والزنابق والرياحين ؟!
كل ما حولي أراه ذاهباً إلى اليباب ,
ليختفي في غياهب الحنين والأنين وتضيع منه دروب الإياب ..
تعتريني الدهشة ويكتسيني الضياع
هل مت ؟
أم أني لم أمت بعد ؟؟!!!
أتحسّسني بشوق ,
وكأنني للتو خارجةً ..مني ..
من موتي ..
أو من قعر الحياة ؟؟؟!!!
لســـــت أدري ؟!
ماااااا أكثرني .. مزدحمـــة بنفسي ,
ببقايا أحلام وآمال .. وبالكثير الكثير من المشاعر والخيبات ..
وفجأة .. تصفعني يد الغياب بأنامل ملتهبة بالعتاب ,
فأنفض عني رماد الأسئلة وأتعرّى من بعض الإزدحام ,
و أنزوي بغرفة جسدي الضيقة كثيراً عليّ,
أشرب من تفل ذاكرتي حدّ الثمالة .. فأصحو
أصحو على الإقتحام ..
يقتحمني ,
أملٌ فقد بصره , و حلمٌ مبتور الساقين , وعطرُ يدين ,
ثلاثة ..
يشق طريقهم صبرٌ عنيدٌ .. ينفث الدعوات لتلامس عطش روحي في أقصى السماوات ,
فتلفحني كنسمة عطر نقية , مكتظّة بالعبق , ترفض الضياع , مضمّخة بطيب الرجاء
لتمنحني حرية البوح في حرم الصمت ..
فأعترف :
حين يلفظني القنوط , ويتقيؤني الحزن أشلاءً مدّماةً على قارعة الغياب و أرصفة الحنين ,
أقص ضحكتي كغصنٍ يابسٍ ميتٍ ,
وأختبئ بالحبر كاختباء الماء في غيمة مطر كريمة ,
لأنهمر بعدها مبلّلة بالرجاء ,
أنتقي لألمي قميصاً من أمل .. يرفل بألوان المعجزة ويملأ رسغيه بالضياء
فتتمدد ابتسامتي على ساحل الشفتين ,و أضوع بعطر هاتيك اليدين ,
كما يضوع الوطن الآمن من كل جنباته بعبق الياسمين .
********
هلوسة روح .. وقت الحرب .. و زمن الغياب

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!