وانتِ تعبرين وجهي / بقلم : أكرم صالح الحسين

ترتيبات خاصة لزمن ضبابي..!

وأنت تعبرين وجهي
بكل تفاصيله
تلك الخطوط المثبتة تحت عيني ،
رجفة شفاهي
عناق حاجبي في المنتصف
ﻻ تحزني ،
غيومي تتشابك
تعصر مطرا زهريا
كطلاء أظافرك ،
كأشياءك الخاصة التي ترقص
في حقيبتك الجلدية ،
شعرك المنسدل كرائحة التفاح
يدخلني كسهم بربري ،
يحتكر كل الأمواج العاتية
يوزع أوراق نعوتي
على شواطئ العالم الجاف ،
تعالي الي
أمسكيني من تلابيت صمتي ،
غن لي مثلا
حاولي أن تقنعيني بأن هناك جدارا خامسا ،
يوزع فناجين الشاي
على مقاعد الغرفة البائسة ،
يفتح النوافذ
يقفز بجنون ، كأزهار كنزتك
افعلي أي شيء
يعيد ترتيب الصباحات المنتهية الصلاحية ،
كعناوين قصائدي
خمس وعشرين مجزرة
مرت مذ عانقتك للمرة الأخيرة ،
كنت تضحكين
متواريا خلف دموعك التي تنهش رائحة اللقاء الأخير ،
قعقعة أساورك
صوت الهواء الذي تركته خلفك
بينما كنت تغادرين مقاعد الحديقة الخضراء ،
ها أنا أفتح ماضيك كاملا
أفتح صناديق هداياك
أعد زجاجات العطر ، الأقلام
ربطة العنق الرمادية
مازالت تهرول حول رقبتي ،تطالبني بفك أسرها من ماضي عنقي !
كيف سمحت لك بالرحيل
كيف تركتك تشعلين أطراف أصابعي ،
باردة تلك الأسئلة
باردة كوجهي العجوز ،
حارة كمسامات عنقك المكتنز ،
كصدرك الملتهب ،
كأرقام هاتفك ،
مازال يوم ميلادك محفورا على عقارب الساعات ،
يقف مندهشا أمامي
يطالبني بشرائط ملونة ، وتراتيل
تبقيك ملتصقة
بين خرافات الشوارع والأزمنة الغائرة ،
ها أنا أرتب النهايات ،
أصنع من عناقيد أحلامي المجهدة
نبيذا لماض ينسل برشاقة كوجهك الغائر وهو ينسحب
ككل هذه الأحرف والكلمات ،
المتبخرة مع دخان سيجارتي المحترقة وهي تغيب رويدا رويدا
مع أول هبة ريح تدخل من النافذة ؟

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!