وليسَ لكَ إِلَّا الفَرَارْ/ بقلم لينا سرحان

وليسَ لكَ إِلَّا الفَرَارْ …!
الفرارُ الّذي يَتجدَّد كلَّ صباح ..
ليس لكَ إلَّا أن تَنْظِر للسَّماء محدقاً لأجنحةِ الطُّيور .. تُلامسُ ريْشَها النَّاعم بإطباقَةِ جَفنيْك على حُلُمكَ بالطَّيران ..
تَفتحُ يَديْكَ و تحلِّقُ معها مخترقاً لخيوطِ الشَّمس ..
تقفُ على أعمدةِ الكهرباء
تحطُّ على أغصانِ الياسمين
تُجالسُ الغُيوم وتعقد قضيَّة السّماء بالمطر …
ترسمُ بِوَبَرِ رِيِشكَ المُتساقطِ ،
قناديلَ سلامٍ تَتهاوَى وتَجْثُو على طاولةِ بائعِ الحَلْوى
تُداعبُ كفَّيْهِ المُتْعَبَتَيْن
تتراقصُ بين خُصلاتِ شَعْرِ الفتاةِ الصّغيرة
وتبتسمُ لها بحبٍّ مِنَ السَّماء ..
تزورُ النَّوافذَ المفتوحة ،
تُهْدِي كتاباً مَنسيِّاً ريشةً من ذاكرتك
تتراشَقُ الرِّياحُ أَثَرَ الْتِفَاتَاتِكَ الحالمةِ
تتشرَّدُ في سماءِ الياسمين
وتَنزُلُ لِتستريحَ دقائقاً على شجرةِ نخيلٍ شامخةٍ
تُغرِّدُ مع القبُّراتِ الصباحيَّة
تُسافرُ معها إلى حقولِ الوطنْ ،
تقطفُ أُقحوانةٍ صغيرةٍ ، تنثرُ نقاءها لعينيِّ أمّكَ المنتظرة خلفَ قُضبانِ الحَرْب..
تفتحُ عينيكَ على حقيبةِ سفركَ تعبرُ الخطَّ الأخيرَ من الوطن ..
وتَفِرُّ أخيراً راكضاً ، هارباً ، من مهزلةِ المسرحيَّة
تلوذُ إلى قواريرِ المنفى المظلمة
وتجلسُ وحيداً ، تبكي ..!
إلى أن يحلَّ المساءَ منتظراً صباحاً آخراً ،
قد تكونُ فيه طيراً حقيقيَّاً لا حلم ..
ويَحِلُّ عمرُ الصَّباحاتِ الطويلةِ و أبداً لا تكـــــون ….

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!