إننا لانتبادل الرسائل / بقلم : منى محمد

أملك الآن ستة قلوب أو أكثر

لم أعد أذكر مافقدت وماكسبت !

ما أعرفه هذة اللحظة

إننا لانتبادل الرسائل / نحن نتبادل الأنفاس ….

 

(1)

 

يمكنني أن أضحك

هل الضحك أصبح مؤلماً

أم أننا نضحك لأننا تعثرنا أكثر من اللازم

أكثر من الطريق

أكثر من السلالم ؟

 

يمكنني أن أختفي

ولن أظهر بمجرد أن تتذكرني

لن ترتسم ملامحي بأصابع نظراتك

لن يرقص الحقل إذا لمستني

 

من قال إنني أحتاج يديك؟

أنا

أحتاج ذلك الدوران الكامل مثل زوبعة مغلقة

 

تعال لنتجاهل الزوايا ونسكن الدوائر ، حيث الغبار

زوبعة الريح أنا

زوبعة البحر

وزوبعة النار

 

لا يتعبني رحيقي

ولا أنتظر النحل

يمكنني أن أرتخي كوردة ذابلة فقدت أوراقها

وساقها

ولونها

سأكون برغم الذبول جميلة

وبرغم الفقد سيبتسم وجهي للفصول وللنهار

لا أريد التكاثر والتناثر والتبعثر والحضور

ملامح الأرض الثابتة مملة

وأنا أريد أن أدور…

 

لست

وردة

ولا شجرة

أشبه خط السماء

كرسي خشبي متقشر الطلاء

نافذة زجاجية تطل على سماء

دبوس شعر باهت

كالهواء جسدي

لا أحتاج طلائك

معك لا أصنع الحب …

أنا أكتشف الكواكب الجديدة

فهل تملك قلباً يتحمل هذا الجنون؟

وهل يمكنك التمسك بخصر امرأة بعيدة؟

 

وظيفة يديك هي المجيء عندما تنزّ ندوبي

ويسحبني طين الحزن الشديد

 

لاتلمسني

اسحبني

 

هل يلزمني دائماً أن أصعد فوق منصة العتب وأخاطبك بغضب؟

كن مجنوناً كما أفعل معك دائماً ،،

وكما لم أفعل يوماً

كن قريب

………………

 

(2)

 

ملاحظة : هذا الجزء كتبته بعد توقف قلبين عن النبض والنداء

 

أنت تنسى دائماً أننا فتحنا الأبواب معاً

 

سأترك لك الليل مثقوباً

لاترتقه

ولا تنبش داخل الثقب

لاتحشوه بالتنهدات البعيدة وصدى خطواتك الراحلة

أشعل لحظة

ثم دخنها

لا تلاحق خيوط الدخان ، ستأخذك بعيداً عن النبضات

لاتنسى أن تبعد منفضتك عن السرير

أو

اتركها مكانها

ابتعد عن وسادتك الحزينة

وظلك المتكئ على الجدار

لا

لا تغلق الثقب دع العتمة تتسرب منه

لا تنفخ فيه /في الداخل شمعة تبكي

لاتطفئ الدهاليز

لاتبحث عن أصابعي

وأكمامي

ورائحة عنقي

 

سأترك لك الليل دون موسيقى

دون حكاياتي الباكية وخصلات شعري الرقيقة

دون ثرثرتي التي تتفتح مثل براعم بين يديك

لقد كنت وحدك تقطف الهذيان

ووحدك تشهق من رائحة الحديقة

 

لاتقلق

سأمشط شعري كما تكرهه

ولن أغمس ريشتي باللون الأحمر

جسدي قماشة فارغة وأحلامي بيضاء

لن أرشّك بنظراتي

لن أرقص

لن أخرج صوتي من العلبة

لقد غلفني الصمت وربطني هروبك المهذب بشريطة مُحكمة

 

مربوطة أنا الآن

مقيدة جدائلي

لكن كلماتي حرة طليقة

 

لن أنحني إلى أن ينقسم جسدي

سأتقوس كجسر

نصف دائرة

نصف قمر

قوس قزح

أو ابتسامة ….

 

لماذا تنسى دائماً أنني تخلصت من خشبة المسرح التي كنت أحملها على ظهري وخرجت عن النصوص كلها

ورفعت الستائر

وأوقفت التصفيق

 

الآن أنا أمثل نفسي

والتقوس توقيعي

 

أعرف أن الدوائر تضحكك

لإنها يتيمة دون ضلع وزوايا

تتدحرج من فوق الأشياء

وتحت الأسماء

تتزحلق من بين الستائر والحكايا

تقفز

ترتفع

وتضيع

 

لاتضحك طويلاً

لأن النهاية ستكون غالباً / بكاء

 

يبكي كثيراً من يبكي أخيراً

ولكل مندهش نهاية ….

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!