البيت العربي يطلق نادي القصة

أقام (نادي البيت العربي للقصة القصيرة) جلسته القصصية الأولى التي ناقش فيها مجموعة (كحل) القصصية للقاصة تغريد أبو شاور؛ في منتدى البيت العربي الثقافي؛ فأدار (الدكتور فادي الموّاج الخضير) الحوار، واستهلّه بالترحاب بأسرة النادي ممن حضروا الجلسة الأولى، والقراء من أدباء ومتذوقين، وعرض فكرة النادي التي تتمثل في “كسر جليد الغربة مع النص القصصي لا سيما النص القصصي الأردني” و”إتاحة فرصة أكبر للانتقال من “معرفة العناوين” إلى “معرفة المتون”، وبناء الألفة مع “المجموعات القصصية” و”إتاحة المساحة لعناق الأفكار، وفعل التلقي بذهنيات مختلفة بدلا من الذهنية الفردية”، ورحّب بالقاصة أبو شاور، ورأى أن القصص تتمنع نصيا تارة وتبوح تارة، وأن هذا التمنع يحسب للنص لا عليه، وقال: “إن (كحل) يحيل إلى حقل دلالي يتعلق بالأنثى بكل تجلياتها”. وابتدأت (ميرنا حتقوة) المداخلات مشيرة إلى أن “قصص المجموعة تتحدث عن حياة كل فرد منا، وعلاقته مع الأهل والجيران والأصدقاء، بأسلوب شائق” واستحسنت ميرنا وصف القاصة الجلسات النسائية في قصة (كريمة) بكونها “جلسات الوباء النسائية”، وعلّق (علي القيسي) على المجموعة القصصية مشيرا إلى واقعيتها، ممثلا على ذلك بقصص(حسناء) و(صوفي) لافتا إلى أن أسماء الشخوص تغيب في بعض شخوص القصص، في حين أن “عناوين القصص كلها جاءت بأسماء إناث تأكيدا للفكرة العامة التي تدور حولها المجموعة”، واشار إلى أن “المجموعة تتحدث عن المجتمع العربي وكان البعد التراثي حاضرا في القصة بشكل واضح”، وأشار (جروان المعاني) إلى امتلاك القاصة تغريد للغة العميقة والجملة الشعرية ورأى أن “القاصة أبو شاور خرجت عن المألوف في القصة القصيرة بأسلوب يكاد يكون له نسقه الخاص وأسلوبيته المميزة” وأن “القاصة أدخلت الوصف بديلا عن الزمن”، ورأى جروان أن “(كحل) جاءت – فيما جاءت لتحكيه – لتحكي عن الكيفية التي يمكن للعيون التي لا تكتحل ان تكون عليها”، وأشارت (وداد أبو شنب) إلى جاذبية العتبات النصية في (كحل) وذلك في المقدمة والعنوان والغلاف، مشيرة إلى أن “كتابة (كحل) باللون الأصفر في العنوان لتزيين صورة المرأة، أما الكحل الأسود في الغلاف فهو للكشف عن المسكوت عنه في المجتمع”، ورأت أن “اختيار القاصة لأسماء الشخصيات لم يكن اعتباطيا، فاسم (بهيجة) مثلا يتناسب مع (مصففة الشعر)، واسم (غالية) يتناسب مع جو النص الذي جعل منها (من فضلات امرأة)”، كما أشارت وداد إلى أن القصص تحكي جلد المرأة للمرأة، وأشارت (زحل المفتي) إلى “أن (كحل) سلطت الضوء على المرأة بصورة خاصة في مجتمع ذكوري تام” وأشارت إلى “جمال النهايات في قصص المجموعة”، وقالت (مرام رحّوم) أن “تغريد تكتب شيئا يشبهني، يؤكد أنه ما تزال هناك أنوثة”، واشارت رحوم إلى ” المناطق المستهجن على المرأة أن تتحدث فيها، كالحب والطلاق والتوق، وأن القاصة احسنت الحديث عنها وكسر هذه التابوهات”، وأشار (فوزي الشربجي) إلى أن “قصص المجموعة تذكرنا بالمنفلوطي في حديثه عن المرأة وثيمة المرأة في نصوصه”، وقالت (روند كفارنة) أن “كحل جاءت متنفسا للمونولوجات الداخلية التي تدور في دواخل كل أنثى”، وان المجموعة “تتحدث عن النساء وليست ضد الرجال”، وأشار (صالح الجعافرة) إلى قيمة (الكحل) في الموروث العربي. أما (القاصة تغريد أبو شاور) فأعربت عن سعادتها بهذه القراءات ووصفتها أنها “تشريحية، لكنها جاءت بودّ”، وبينت أن “(سميرة) هي الشخصية التي اوحت لها بكتابة هذه المجموعة، وهي سيدة التقتها مصادفة في منطقة ما في اللويبدة، ودار بينهما حديث كان باعثا على البدء بكتابة هذه المجموعة”، وقرأت أبو شاور خلال الجلسة القصصية قصص (كحل) و(صوفي). واختُتمت الجلسة القصصية بقراءات قصصية من عدد من القاصات والقاصين، فقرأت القاصة (مرام رحوم) قصة (أرملة)، وقرأ القاص (علي القيسي) قصة (السيجارة الأخيرة) وقرأت القاصة (وداد أبو شنب) قصة (الضحية) وقرأت القاصة (روند كفارنة) قصة (أربع أياد) وقرأ القاص (جروان المعاني) قصة (آخر الخونة).

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!