الثقافة سبيلنا الوحيد لحياة أفضل /بقلم الشاعرة المصرية فابيولا بدوي

 

لا يقتصر الأمر على وقوع حادث دموي مروع كي نشعر بأننا في مواجهة خطر إرهابي يتنامى وينتشر ويتخطى حدود البلاد، ويتمكن من القفز من الأطراف إلى قلب المدن. بل كان علينا أن نعي هذا جيداً منذ استمد الخطاب المتشدد قوته من تقلص ثقافة التسامح والتعايش في حياتنا.
جميع الدول تتبارى في وضع الخطط لمواجهة الإرهابيين، لكن قلة قليلة جداً منها تنبهت إلى ضرورة محاربة الإرهاب كفكر وثقافة ومنهج حياة. والمسألة لا يمكن حصرها في تجديد الخطاب الديني أو تنقية التراث، على الرغم من أهميتهما، لأن الأمر قد امتد وتشعب حتى تحول إلى وسيلة حتى في أشد الدول علمانية وديمقراطية لترسيخ ثقافة أحادية، وخطاب منغلق يعتمد على ثقافة التعالي واتهام الدين والترهيب من الموت.
هذا النوع من الثقافة قد لا يصنع إرهابياً بشكل مباشر، لكنه سينتج بالضرورة أجيالاً لا تمتلك أي ثقافة إنسانية معنية بدحر مثل هذا الإرهابي في أي مكان بالعالم، بل ستبرر انحرافه الإجرامي أحياناً عبر نشأتها المنغلقة.
الإشكالية التي تحاصرنا اليوم، أننا نتعامل باستهانة كبيرة تجاه القيم الكبرى للثقافة بمعناها الواسع، التي تمس كل تفاصيل حياتنا، فيما يحولها الغرب لمادة استهلاكية بامتياز، سواء على مستوى النخب السياسية، أو كوسيلة للشهرة لبعض الكتاب عبر نشر ثقافة مغايرة لما نحتاجه في هذه المرحلة الحرجة، وهما يمهدان الأرض للمزيد من الإرهاب.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!