الشاعر رضوان بن شيكار يستضيف الروائية العراقية روشا داخاز في زاويته أسماء وأسئلة

أسماء وأسئلة: إعداد وتقديم : رضوان بن شيكار
تقف هذه السلسلة من الحوارات كل أسبوع مع مبدع أو فنان أو فاعل في احدى المجالات الحيوية في أسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد انتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيفة حلقة الأسبوع الروائية العراقية روشا داخاز
(1) كيف تعرفين نفسك للقراء في سطرين؟
لا أقدر على فعل ذلك وأنا التي أنتشل نفسي من نفسي طوال الوقت وأخالف نفسي وأحتج عليها في كل يوم أكثر من اليوم الذي سبقه.
(2) ماذا تقرأين الآن وماهو أجمل كتاب قرأته ؟
اللامكتوب الذي أقرؤه في الوقت الحالي أكثر من المكتوب بكثير..
وأجمل كتاب قرأته هو كل كتاب لم يُكتب تحت سقفٍ منخفض
فأنا لا أقرأ أبداً للكاتب القبلي والطائفي والمناطقي والمقولب والمعلب.
فلا أسوأ من الكتاب الذي لا تتجاوز مساحاته نزوات الكاتب وأوهامه.
(3) متى بدأت الكتابة ولماذا تكتبين؟
ليس مهما متى بدأت الكتابة بقدر ما هو مهم أن أقول أنني أكتب لنا نحن الذين نخوض معارك مع الحياة طوال الوقت وبالأخص تلك التي تبدو أن لا شيء أو لا أحد يحاربنا فيها.
(4) ماهي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين الى التسكع في أزقتها وبين دروبها؟
المدينة الأكثر قدماً وقدوماً من الماضي فأنا أقرأ الكثير من التاريخ وتُداهمني كل المدن الممتلئة بالأمس.
(5) هل أنت راضية على انتاجاتك وما هي أعمالك المقبلة؟
لا، لست راضية البتة..
وقد حدث أن تخلصت من أولى أعمالي ليقيني أنها جميعاً لا تستحق النشر، كما وندمت على نشر روايتي (بقايا)، واليوم أنا مترددة جداً في نشر روايتي التالية (إنخيدوانا) لكن لا خيار آخر أمامي فقد بدأت للتو ولا يمكنني التوقف.
(6) متى ستحرقين أوراقك الابداعية وتعتزلين الكتابة بشكل نهائي؟
لا أعتقد أنني سأفعل ذلك أبداً؛ بل سأكون كمن يتخلى عن حريته اذا فعلت! وصحيح أن كل الحريات تتحقق بالخسارة لكن هذه الحرية تحديداً تستحق كل الخسارات الممكنة.
(7) ما هو العمل الذي تتمنين أن تكوني كاتبته وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟
لا يوجد عمل محدد على وجه الدقة هذا بالنسبة للشطر الأول، أما فيما يخص الشطر الثاني فليس كل وقت هو وقت مناسب للكتابة ولكن كل وقت هو وقت مناسب لنلتقي فيه بسؤال وما أن يطرح السؤال نفسه حتى تبدأ الكتابة.
( 8) هل للمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرد مغرد خارج السرب؟
قد يبدو الأمر كونه مجرد مغرد خارج السرب في البداية وقد يتم محاربته طوال حياته وأحياناً السنوات التي تلي ذلك، لكن يحدث لاحقاً أن يعود تغريده ذاك بالفائدة والايجاب على السرب الذي غادره والأسراب الأخرى المجاورة والبعيدة، فتاريخ العلم والفلسفة والقوانين ومسار الانسانية والمجتمعات كلها انتقل وتحول جذرياً بفعل تأثير هؤلاء.
.
(9) ماذا يعني لك العيش في عزلة إجبارية وربما حرية أقل ؟وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للمبدع؟
من شروط الكتابة الثورية هي الحرية الفكرية المطلقة..
فهناك من لم يتوقف عن الكتابة يوماً لكنه لم يملك ما يكفي من الحرية أبداً لأن يُبدع فيها، أما العزلة الاختيارية فلا شك أنها وجه من وجوه الحرية والابداع.
(10) شخصية من الماضي ترغبين لقاءها ولماذا ؟
“أتعرفين ما هو الوطن يا صفية؟ الوطن هو ألا يحدث ذلك كله.” قرأت هذا السطر مرة حين كنت صغيرة جداً فأصبت به ولم أتعافى منه أبداً بل ظلّ يرافقني طوال حياتي؛ فلسببٍ لم أرد أن أفهمهء صرت منذ أن قرأت هذه الكلمات وأنا ألقي نظرة حقيقية على العالم من حولي..
لذا لو تسنى لي أن أقابل (غسان كنفاني) فسأرغب جداً في أن أخبره بذلك.
(11) ماذا كنت ستغيرين في حياتك لو أُتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟
لن أغير شيئاً اذا كان ذاك الذي حدث حينها وهناك هو ما جعلني أقف في الجهة التي انتهيت إليها الآن،
أما إذا كان الأمر غير ذلك فسأغير كل شيء بصراحة .
(12) ماذا يبقى عندما نفقد الأشياء الذكريات أم الفراغ؟
لا فرق البتة…
فالذكريات هي الأخرى فراغ بشكل ما؛ وبعبارة أدق فراغ ممتلئ بفراغ أقدم منه وربما أكبر حجماً وأكثر هولاً.
(13) الى ماذا تحتاج المرأة في أوطاننا لتصل الى مرحلة المساواة مع الرجل في مجتمعاتنا الذكورية بامتياز؛ الى دهاء وحكمة بلقيس أم الى جرأة وشجاعة نوال السعداوي؟
تحتاج إلى الحكمة والشجاعة بنفس القدر طبعاً..
لكن القصة أكثر تعقيداً من ذلك! فالمرأة تحتاج لأن تعرف نفسها قبل كل شيء وأن لا تصدق كل ما يقال لها عنها،
وأخص هنا جمع الأدباء من الرجال الذين يتلبسون صوت النساء طوال الوقت ويكتبونها بمحض من السخف وبطريقة سطحية جداً فيسقطون عليها هواجسهم ونزواتهم وعقدهم وأمنياتهم وانطباعاتهم الخاطئة عنها وحولها! وهؤلاء تحديداً يجب أن يعيدوا إلى المرأة تاريخها وجسدها وصوتها لتقول هي وتكتب نفسها بنفسها فلا يمكن لأحد أن يعرفها أكثر منها، أريد أن يعرف هؤلاء أن المرأة ليست ذلك المخلوق الواضح والفاضح الذي يقدمونه في رواياتهم ومسرحياتهم وقصائدهم.
(14) صياغة الآداب لا يأتي من فراغ بل لا بد من وجود محركات مكانية وزمانية، حدثينا عن روايتك “بقايا ” كيف كتبت وفي أي ظرف ؟
“كلنا نستطيع أن نحول الأشياء إلى رماد لكن وحده الكاتب من يقدر على أن يُعيد لذلك الرماد ذاكرته واعتباره”…
هذا سطر مقتبس من الرواية نفسها وأريد هنا أن أقول أنه وبقدر ما هي مستحيلة فهي مغرية جداً؛ فكرة بعث النسيان لتفادي الوقوع في نفس الخطأ، فبعض الألم لا يجب أن نتجاوزه بتلك السهولة لأن نسيانه قد يُودي بنا الى أن نُحدث جرحاً اثر جرح ونزفاً اثر نزف،
وقد حضرنا وشهدنا أنا وجيلي والجيل الذي سبقنا والجيل الذي جاء بعدنا على الوقت الأكثر خراباً وموتاً في تاريخ العراق الحديث،
ولم تكن بقايا إلا نتاج أكثر فترة أصابت فيها شوارع المدن بجنون الجريمة والارهاب وبعبارة أكثر دقة كانت بقايا واحدة من تلك الصرخات الكثيرة التي تم اطلاقها عن تلك الفترة وفظاعاتها.
(15) ما جدوى هذه الكتابات الابداعية وما علاقتها بالواقع الذي نعيشه؟ وهل يحتاج الإنسان إلى الكتابات الابداعية ليسكن الأرض؟
يفرغ الابداع من جدواه إن لم يعكس مراياه جرأة وحقيقة وغموضاً ولغزاً وسؤالاً اثر سؤال، كما أن الكتابات الابداعية ما هي إلا نتاج اصطدام اللامنطق بالمنطق واللاواقع بالواقع فنحن لا نحتاج اليها لنسكن الأرض بل نحتاجها لنسأل ونفهم ونعزي أنفسنا عن غاية وجودنا على الأرض وعن عناء الألم الذي نعانيه جميعاً هنا.
(16) كيف ترين تجربة النشر في مواقع التواصل الاجتماعي؟
برغم السلبيات الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى ولست أريد التطرق اليها الآن لكن أنا أعتقد أيضاً أنها فرصة جيدة للاتصال المباشر بين أصابع الكاتب وعقل القارئ، كما أنها تتيح لنا وبسهولة معرفة أخبار الأدب والأدباء وكل ما هو جديد وقادم من نتاجات أدبية متنوعة،
وكذلك يمنحنا معرفة كل ما يخص المناسبات العديدة التي تقيمها الأوساط الثقافية وبالأخص لمن اختار منا النأي بنفسه عن المشاركة فيها..
انه لشيء رائع فعلاً.
(17) أجمل وأسوأ ذكرى في حياتك؟
أفضل عدم الاجابة على هذا السؤال.
(18) كلمة اخيرة أو شيء ترغبين الحديث عنه؟
لم يفضل شيء.. شكراً لكم.

عن رضوان بن شيكار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!