الشمس والانس وكل الياسمين يعرفها ولكن !!/ بقلم الأديبة سارة النجار / سوريا

أقسم اني رأيتها بأم عيوني
تَفْقِدُ كل فساتينها واحدا تلو الآخر
فذاك الفستان المطرز بدانتيل الشعر
مزقته مقصات الخريف الشاحبة
وذاك الفستان المتدثر بمخمل التاريخ
قَطعته اربا اربا كل خناجر الحاضر
وذاك القميص الازرق أكله الجوع ولم يشبع
وتلك التنورة القصيرة
جلدتها السيوف السوداء بألف الف خرافة
حتى ماتت التنورة النيلية وأعلنت فيروز الحداد على تلك “السمرا ام عيون وساع ”
و القبعة المسيجة بالجوري طارت عن الرأس
سرقتها الريح في ليالي العاصفة
سألتها أأنت بلدي !!

لستُ في شك أو ثقة
لست في تشاؤم او تفاؤل
لكن الياسمين المذبوح في قلبي لا ينام
وتلك الاسئلة تهاجمني — ترتعش على فمي
تحترق وتلونني بالرماد
هكذا رأيتها بدون ثياب
من كل انواع البرد ترتجف
غطيتها بعريشة ياسمين
وعدت
——————————————-
عدت أبحث عنها في غربتي
في كيس زعتر
في ضفيرتي الاولى
في دمعة الشمس
حين هطلت على بلور السفر
ترفض طلوع الروح الاخير من صدر بلدي

لا تظنوا ان بلدي ليس لديها ملابس كثيرة ووثيرة
كانت مرتبة في خرانتها الحافلة
قبل ان يقتنص كل منا ثوبا لها
ويقول انا البلد وغيري لا احد

لا تظنوا ان الاصوات ماتت في بلدي
فقد سمعت أنين البحر في ليلة عجز
يعترف للشمس انه وصل سن اليأس
وسمعت شخير الليل ينام مطمئنا
بعد ان وزع لونه على الشجر والبشر
وغدا هو الثري الوحيد في بلدي

لا تظنوا انه لا شعراء هناك
فقد كنت أهرول لأحضر أمسية مخملية
مد لي يده ذاك الصغير المسكين وسألني الى أين ذاهبة ؟
كم سعر كيلو الشعر؟
أيهما أغلى الشعر أم رغيف خبز أم حنطة الامل ؟
أم هامش الاحلام المفتولة بعضلات الوهم ؟

لا تظنوا انه لا اطفال هناك
فقد رأيت طفلا يرفع بيديه تابوت الغد
ويركض وراء الحياة
باغتني صوته حين صرخ :انهضي لقد عادت
صحوت ولم اجد الا رسالة تركها لي في البريد البطيء
“اقرِؤا باسم الطفولة :لا تجعلو “بكرا ” زوادة لسماسرة الوقت
فمن يجيد القراءة ؟

(الصورة بعدسة  سارة النجار  أثناء عودتها  من سوريا )

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!