الطاغيةُ يقتل ظله / بقلم : عادل جلال

إذا كان الأمر

أنني كنت هنا للفُرجة

لأصطحبَ الوقت أكافئه على طاعته

بقليل من التسلية ببعض الطّعام الخفيف

بكوز ذرة، وأتركه على المقهى

يفرح قليلا بسيرك عابر لن يتكرر

إلا بضربة حظ أو رغبة لص،

لأريَّض الوقت كجروٍ أحبه

كطفل شقيّ

لصورةٍ من أجل وقت بلا صاحب

أو ذكريات أصبّها في كأس الفراغ

إذا كان الأمر امتطاء هواء

يشغل مريضا ينام مطمئنا بين الضلوع

فأنا لم أكن هنا

في هذه الميادين

كنت هنا واحتشدَ معي الأهل والأسلاف

بأحلامهم وآلام مزّقت ظهورهم

دون أن يصرخوا أو يرفعوا

ملابسهم الممزقة التي التصقت

بجراحهم عن ظهورهم ستنزعها الأيام

كما عوَّدوا الحياة

معي كانوا

نروّض الأحلام واللصوص ولحظة شرف

كانوا معي

كعادتهم مستعدين لموت جديد

كعادتهم يبتسمون للمرار وهم يمضغونه

كعادتهم يعرفون النهاية لكنهم يجذبون الخيط

كعادتهم كصياد يكذِّب ما يرى

كعادتهم أنَّ آخر الخيط مربوط بزناد المسدس

كعادتهم سيعودون منكسري الخاطر

كعادتهم خيبة الرجاء..

كعادتهم هي من ستدق عليهم الباب ليدخل الليل

كعادتهم سيأخذون حلمهم بغد أفضل

كعادتهم بوطن ولو شبه حقيقي

كعادتهم سيتركون الميدان إلى مقابرهم

وسأكتب لا لم أكن هنا

هنا فقط تركت كما ترك الأسلاف حلما

هنا تماما

حيث دفنه الطغاة بيد حراس الوطن

مع الأسلاف

هنا في هذه المقبرة.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!