بطاقة تعريفية برواية (أوزور) – للروائي الأردني (محمد أبو الهيجاء) بقلم الروائي محمد فتحي المقداد

لصحيفة آفاق حرة: -كتب المحرر الثقافي

_____________

بطاقة تعريفية

برواية (أوزور) – للروائي الأردني (محمد أبو الهيجاء)

 

بقلم الروائي – محمد فتحي المقداد

 

 

منذ قديم الزّمان والعالم مُتعلّق بظواهر الطبيعة الغامضة التي لم يجد لها حلًّا، وعوالم الأسطورة والجنّ، والسّحر والإيمان به، وكان للسّحرة منذ عهود “هاروت وماروت” ومن بعدهما وصولًا إلى الفراعنة إلى وقتنا الحاضر، لم تنقطع سيرة السّحرة، وكُتّاب التمائم والحُجُب، وهم يبيعون للناس الأوهام.

هو ما جاءت على معالجته بطريقة درامية رواية “أوزور” للكاتب محمد أبو الهيجاء، التي  انطلقت من إسار الجزء الأول إلى الثاني. حيث أن الأول اتّخذ عنوان “الهجين” من نوع الفنتازيا، حيث إنه تمّ تسليط الضوء على قضية مهمة في مجتمعنا الحالي، ألا وهي الاتجاه للسحر لتغيير الأقدار.

وغاص في لُجّة الأحداث عميقًا، لسبر أعماق المجتمع الحقيقيّة، بالبحث والتدقيق فب الأسباب والنتائج المحتملة وغير المحتملة. من خلال عمل روائي بمنحاه بمزاوجة الواقع والخيال. كما سلّط الضوء على الحكم الشرعيّ لحُرمة السِّحر، غير القادر على تغيير حقائق الأقدار، أو  أيّ شيء في هذا الكون. وبدأ بربط الأحداث المتفاوتة زمانًا ومكاناً، بدأت فضاءات الرواية الزمانيّة عام 1947، لتنتهي في جزئها الأول بعام 2019.

فضحت رواية “الهجين” نتائج ممارسات السّحر  المتراكمة، وكان لخيال الكاتب دورًا بارزًا في رسم خُطاه في البناء الدراميّ لروايته. بأدق التفاصيل لوساوس النفس الأمارة بالسوء، التي تميل للانتقام، وعقد حلف مع الشيطان لإنزال الأذيّة والشرّ بالآخرين.

من خلال البحث في عوالم السّحر الظاهرة والخفيّة، المعلومة والمجهولة، ومنها على سبيل المثال التزاوج ما بين الإنس والجنّ، والحيل التي يلجأ لها المشعوذون للتلبيس على النّاس ممّن لديهم قناعات في هذه الاتجاهات.

كما فسّرت أحداث الرواية بعضًا من ميول النفس البشرية للسّحر، فالجهل، الحاجة، والانتقام البغيض بإفساد العلاقات الاجتماعية.

ومن خلال ذلك اتجهت الرواية لمعالجة القضية الفلسطينية، بتسليط الضوء على القضية من خلال شخصيات “ثريا” و”نوح”، وحياتهم البسيطة، التي اعتمدت على فلاحة الأرض، وكيف للاحتلال الصهيوني أن يدمر كل تلك البساطة والجمال والإرث بغاراته الغاشمة، وصور القتل والظلم واضحة جلية في بداية الأحداث.

وفي الجزء الثاني من رواية “أوزور”(ملحمة القرابين)، وتبيّن أن كلمة أوزور: هي اسم لخرافة عبرانية تعود لحقبة عام ١٨٠٠م؛ فأوزور كما هو في هو الجنيّ المخيف. وبتأمّل غلاف بلونيْها الأسود والأبيض، يبدو أنّه دلالة الغموض والسوداويّة، بنظرة حادّة من العينين الزرقاويين، دليل الانتقام.

الفضاء الزماني والمكاني لهذا الجزء من أوزور “ملحمة القرابين” كان ما بين ١٩٨٠_ ٢٠١٩،  فيما بين الأردن ولندن، ففي لندن كان مسرح الحدث وما بين القصر الكبير الذي تعيشه “ستيفاني”، والمكتبة، والكنيسة، والمقبرة رقم 57. أما الأحداث الخاصة في الأردن كان ميدانها “غرفة المصح”، ومكتب الدكتور حسام صافي.

وتبقى رواية “أوزور” جزءًا توثيقيًا من الحياة العربيّة الرّاهنة، والقضيّة الفلسطينيّة التي ما زالت هي القضيّة المركزية عربيًا وإسلاميًا، وتتمحور حولها قضايا الصّراع العربي الإسرائيلي على مدار سنوات طويلة، مما شغل المنطقة أجمع بمشاكل مُستجدّة أبعدت الاستقرار عن شعوب المنطقة عمومًا.

عمّان – الأردن

ـــا 21\ 7\ 2021

 

 

عن محمد فتحي المقداد

كاتب وروائي. فاز بجائزة (محمد إقبال حرب) للرواية العربية لعام 2021م. الروايات المطبوعة هي تشكيل لرباعية الثورة السورية. -(دوامة الأوغاد/الطريق إلى الزعتري/فوق الأرض/خلف الباب). ورواية (خيمة في قصر بعبدا)، المخطوطات: رواية (بين بوابتين) ورواية (تراجانا) ورواية (دع الأزهار تتفتح). رواية (بنسيون الشارع الخلفي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!