تقرير لجنة التقييم لمسابقة القصة القصيرة لمهرجان أبابيل الثقافي 2021

لصحيفةآفاق حرة

ــــــــــــــــــــــــ

 

بسم الله الرحمن الرحيم

تقرير لجنة التقييم لمسابقة القصة القصيرة

لمهرجان أبابيل الثقافي الإلكتروني الأول 2021

 

يعد فن القصة القصيرة من أصعب الفنون الأدبية وأكثرها حساسية للاعتبارات الفنية فيه، ولا نقول هذا من باب التعقيد، لكن من باب عدم استسهال هذا الفن وأخذه خبط عشواء، لأنه فن يتطلب الإحكام والدقة والعمل بصدق وإتقان؛ ولذا عادة ما يُحتّم على صاحبه الصبر والأناة، ولكي يتحلى بهما عليه أن يكون محبا صادقا لهذا الفن لا متسليا به.

وعطفا على ما سبق، باستثناء نص (ثمن) أكثر نص اتسم بالنضوج الفني، وكان مغردا خارج السرب، وينم عن وعي صاحبه بفن القص وحيثياته، أتت بقية النصوص المشاركة في هذه المسابقة دون المستوى المأمول.

نعم؛  هذه النصوص وصلت لنا (للجنة) نحن لجنة التحكيم بعد عملية الفرز التي تمت تقريبا عبر المنظمين للمسابقة أو القائمين عليها؛ لم تأت هذه النصوص بذلك النضج من حيث المنظور الفني العام  لنص القصة القصيرة الذي يتحتم على كاتبه أن يعتني به جيدا ويتنبه إلى كل عنصر مكون للنص القصصي من فكرة ولغة وبناء وشخصية، حتى يخرج في الأخير بنص قصصي له اعتباره الفني.

لذا كان الفصل صعبا جدًا بين بقية تلك النصوص، حيث إذا وُجِدَت الشخصية التي تبدو لافتة وجدت طريقة العرض واللغة قد جنيا عليها، وإذا كان الأسلوب واللغة لابأس بهما، وجَدتَ أن الفكرة، وطريقة المعالجة افتقدت للرؤية المبدعة وأعادت تكرار المكرر، أو إذا رضيتَ عن الفكرة وجدتَ المعالجة الباردة لها، وإذا وجدت النص الذي قد بدأ ببداية جيدة وصلت إلى نهايته؛ فكان يخرج فجأة بلغته عن سياق لغة النص القصصي، ويدخل في الإنشائية، أو وجدت أسلوبا فيه من الثغرات التي تجعلك لا ترى البناء بخير والحبكة ليست بذلك الإحكام.

وهذه النصوص في النهاية يمكن حصر مثالبها في ثلاثة أمور:

-الرؤية الإبداعية في النص القصصي.

-والأسلوب الفني بكل تقنياته.

-واللغة بلياقتها الفنية، وتأديتها، وسلامتها النحوية، والإملائية.

وكل هذه الأمور تتداخل مع بعضها؛ فالرؤية المقصود بها هنا هي النظرة في كيفية الإبداع عبر النص القصصي، حيث اتضح هنا الكثير من القصور في هذه الرؤية إما عبر افتقادها للتجدد أو عبر مجيئها غير واضحة المعالم، وهذا ما انعكس بشكل طبيعي على الأسلوب والمعالجة، حيث طغت التقليدية فيهما على أغلب النصوص، إضافة إلى كثير من الهنّات الفنية والتقنية، كما ساهمت اللغة بأخطائها التعبيرية، والإملائية والنحوية على خفض المستوى بشكل عام.

لكن ربما يُحمَد للنصوص الخمسة الباقية اقترابها من الهم الإنساني بشكل عام؛ فقد وجدناها تعالج عدة قضايا يضج بها واقعنا ومجتمعنا إلا أن هذا لم يكن كافيا للدخول في المنافسة المتكافئة مع النص المستثنى والمذكور في البداية، والذي ربما افتقد لهذه الثيمة، لكن فنيته العالية شفعت له، وفي الأخير تبقى هي رؤية تخص الكاتب التي على ضوئها يحدد اختياراته ومواضيعه.

وهنا فقط نودُّ التنويه إلى نص (قلوب مظلمة) أكثر نص حير لجنة التحكيم بين بقية النصوص؛ فقد التمس فيه محاولة لتقديم شيء مختلف، فقد جاءت فيه شخصية بحد ذاتها تبدو لافتة، وموضوع فيه جدة، وهذا شيء جيد يحسب له، لكن وجدنا أن النص ظلم من صاحبه، حيث لم يهتم جيدا بلغته، وكذلك في طريقة العرض والمعالجة.

وبقية النصوص أيضا تمنينا من أصحابها أيضا، لو اشتغلوا جيدا على نصوصهم قبل إرسالها للمسابقة، على الأقل من حيث التركيز على اللغة وتماسك بناء النصوص.

وختاما: كل التوفيق لكل من شارك في هذه المسابقة، كما له الشكر على تقديم نصه، وقد بذلنا قصارى جهدنا نحن هنا في لجنة التحكيم في الوصول إلى نتائج عادلة وموضوعية كل بحسب رؤيته، وإن لم يرها البعض كذلك وهذا قد يكون واردا، ولكن متى كانت العدالة الكاملة أمرا يسهل تحقيقه.

والشكر أيضا في الأخير موصول لشبكة أبابيل على منحنا هذه الثقة، وتمنياتنا لكل القائمين عليها بالتوفيق والنجاح في سعيها النبيل لخدمة الثقافة والأدب.

6/9/2021

 

-القاص: أحمد علي بادي – عضو.

-الروائية: عنان رضا محروس – عضو.

-الروائي محمد فتحي المقداد – رئيس اللجنة

عن محمد فتحي المقداد

كاتب وروائي. فاز بجائزة (محمد إقبال حرب) للرواية العربية لعام 2021م. الروايات المطبوعة هي تشكيل لرباعية الثورة السورية. -(دوامة الأوغاد/الطريق إلى الزعتري/فوق الأرض/خلف الباب). ورواية (خيمة في قصر بعبدا)، المخطوطات: رواية (بين بوابتين) ورواية (تراجانا) ورواية (دع الأزهار تتفتح). رواية (بنسيون الشارع الخلفي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!