ربما أرشدني حلمي إليك / بقلم : اسماعيل هموني

ربما أرشدني حلمي إليك ؛ وأجلسني في بيت قديم محاط بالبساتين ؛ غرقت حينها

 

في نوم عميق ؛ وتركت لخصلات منسدلة من شعرك الفاحم تكمل خطة الطريق.

 

لم أكن شغوفا بالأحلام ؛ ولا عبرت إليها في تفسير حاجات لا تقوم إلا في العيان ؛

 

غير أن حلمي ذاك رقص بي ؛ وأدخلني في عراك مع خصوم لا أعرفهم حقيقة ؛

 

وجاء بي من أقصى الوجدان أنشط دورة الأبدية بين رموشك وإيماء سحرية ظلت

 

تلاحقني في الحلم.

 

هل الحلم وثوق ومشي بثقة على أسرار لم أعرفها بعد؟ على قلة حيلتي فيه رأيتني

 

أنافح عنك ؛وأقاتل كل خوف يغتال أنوثتك؛ كأني جمعت ؛في قبضتي ؛كل خفة

 

الحياة ؛ ومزقت عن قلبي كل أوجاع الطريق.

 

أكاد أخطف من الليل حياته لأكبر في الحلم نهارا يتمدد ؛ ولا أعرف الهزيمة ؛ بل

 

كنت متوترا حد أن أمرا بات يضايق عيوني التي كانت ترعاك ؛وأنت في طمأنة

 

زرقاء كسماء خفيفة الوزن.

 

لا أعطاب في حلمي ؛ولاخسائر ؛لكنه كان مناخا ملائما للدهشات ؛ فيه خضت

 

واديا من الأجراش ؛ وقفطت من عراجين نخيله نجوما بيضاء ملأت طريقي ضياء؛

 

ومشينا ندرب وجداننا على العناق الأبدي. وفيه لقيا من ميراث أبي حمتنا من وجع

 

الحياة حتى هبوب الفرح كأن إكليل بنفسج على عتبات البيت القديم .

 

الحلم منارة أزهرت في دمي ؛وأنا أتبع اندفاع عطرك في نهر الحياة ؛وأرتقي

 

ارتفاع الأشياء ؛ وأجوس الضوء في سواد عينيك. كأن مجدا سيكتب لي قريبا

 

على بعد حديقتين من نشيد الملائكة .

 

هو ذا الحلم يفتت اللحظات كحبات قرنفل نضجت بين جسدين ؛ وتراخت رائحتها

 

في حكايات شهرزاد. لم تستنكف شهرزاد ؛أبدا ؛عن الحلم ؛ به روضت التوحش في

 

الصلصال ؛وحولته إلى مجاز الأرض. فأعدت صلحا بين الليل والقافية ؛ وأعادت

 

للأشجار وقفتها المعتادة حتى ضحكت من أناقتها اللغات.

 

في الحلم تعلمت كيف أمشي بجوارك ؛صامتا ؛وبعض الدندنات ترقش الطريق ؛

 

وأنت تتمايلين بفرح طفولي.هل ملكني الحلم لك ؛ وجاء بي كوقت استثنائي متفرد؟

 

لا أعرف جوابا سوى أني نمت عميقا في بيت أبي القديم ؛ وانشغلت أنت بإعداد

 

وليمة الفرح.

 

شالك الوردي كان على مقربة مني يضحك من عرق يغرقني ؛ ويهمس؛في سره ؛

 

بكلمات حفظتها في سري . فعلمت أن الحلم أرض واسعة كخصوصية تكونك أنت.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!