شساعة التأنيث / بقلم : اسماعيل هموني

 

 

ماذا لو اكتشفت ذاتك في شساعة التأنيث ؛ وغدوت تقود أنجال وجدانك خارج أي

 

تصنيف ؟

 

هناك ستختفي كل عقبات الاختيار ؛وتتفتق لك رصانة القرار ؛ وقد ترى انتظام

 

الحلم في غائلة النهار أمرا عاديا يتجوهر في الحقيقة ولا أختام . كأن جوهر الأشياء

 

يتأنث ؛ويخلق أفعاله في الكلام .

 

فترى ذاتك أكثر براءة في أخطر الملاسنات ؛ولا تهزك رياح الشح أوالتقتير . وقد

 

تهتدي إلى وضع يعرفك إلى قيمة الكائن البشري ؛وتكتشف كل الوشايات الكاذبة

 

التي أخفت عنك حقيقة الذات حين تكون على هامش التأنيث. فترى أن الوشاية

 

تعتيم فاسد لا يليق بأهل الأرض.

 

عندها ؛

 

تعرف أن التأنيث شهادة على الإنتماء إلى حميمية الكون ؛ وأن دمار الذات ما

 

تشيعه تواريخ الابتعاد عن التأنيث من كليات شائنة في حق البقاء . وحينها لن تكتفي

 

بالمبايعة ؛على عجل ؛ أو المطاوعة ؛ بفرح باذخ ؛ بل ستعرض ذاتك أن تكون

 

عرشا للتأنيث ؛بوصفه لسان البدايات.

 

إن الذات ؛وهي ترفل ؛في شساعة التأنيث ؛تملك ماهيتها ؛ وتدرأ عن نفسها كل

 

المخاطر . فلن تعود الذات مهددة بالفقد أو النقصان أو التلاشي في عرض الحياة ؛

 

قدر أن تصبح كونا مفردا خال من التشويش ؛ حرة في التداول بين البقاء والديمومة

 

رافضة السقوط في الضلال .

 

هنا ؛ مرةأخرى ؛ تكون شساعة التأنيث تاريخ الأفعال ؛ فكيف تتأرخ الذات بأفعال

 

تاريخ المونث ؟

 

الذات ؛وإن تجلت بالإفراد ؛ فهي ؛أصلا؛ حوار ومحاورة ؛ قائمة على التعدد أو ؛

 

على الأقل ؛ على التثنية ؛ الذات مثنى وليست مفردا . فالمحاورة أصل ذاتي ؛

 

والتأنيث لسانها ؛وكلامها الأبدي. فلا غرابة أن تكون قاعدة التواصل قائمة ؛دوما؛

 

بين اثنين فما فوق؛ في نسق متفرد.فالحوار ؛المذوث ؛ إصغاء لدبيب يقوم على

 

التعرف على (آخر) قائم في الذات نفسها . إنه الفقد الذي يزكيه النقصان الذي

 

يسكننا أبدا .فالذات ؛في شساعة التأنيث ؛ تكون في حالة استماع متبادل.

 

هي معايشة حد التلبس الشفيف حيث تصطفي الذات وجودها بأناقة التأنيث ؛

 

فتكون نفسها بالفعل ؛ وتظل مؤنثة الجوهر واليقين.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!