على ضفيرتها / بقلم : إسماعيل هموني – المغرب

على ضفيرتها كنت أرقب نهرا يطوي المسافات ؛ ويفك أمشاج اللغات على شرفات

 

الليل . رأيت فتنة الكنعانيات فسائل  داليات ؛ تنفث ريق العنب على أفياءالخصر

 

الحكيم. كأن الشمس في كفيها أنقى من البلور ؛ إذا مشت رتلتها أنداء الفجر على

 

جبل الطور ؛ ونطق سحر العنب بآتة التين ؛ ومدت أناملها لتفاح في صدر ندي؛

 

لم أعرف توهجا تنصص من مائدة بها خمس صلوات ؛كان في طور التكوين حتى

 

أينع في الفلوات زهرا كنعانيا في قصيدة عاشق أندلسي.

 

هي نرجسة الماء تتفتق في صحراء الأبد ؛ حين رأها علي بن الجهم فاض الشوق

 

من جوانحه ؛ وتلبسته عيون المها بين الرصافة والجسر . فرشه الليل بالعطر ؛

 

واغتسل ؛وحيدا ؛ في شلال الحب حتى مسته نسمة كأنت تمشي فوق شقائق

 

النعمان فأقام للوقت صلاة الخلخال.

 

بين الأعياد والحدائق تجيئين رخاما أبيض يتشقق من كأسي ؛ فأشرب من ذاكرة

 

السر البوح الملائكي ؛ لأراك تخوم لغتي على صهوات الفرنفل وأقداح الرمان .

 

كأن نبيذي معتق في أديرة الرهبان لا يشربه إلا التقاة من الولدان ؛ أو من اجترح

 

فاكهة أندلسية وسماها عطش الكنعانيات في يوم عظيم.

 

لن تسقط ضفيرتها بفعل الترحال ؛ ها قطوفي منها شوق وتباريح ؛ وضوء يضحك

 

من أعالي الروح ؛ هي قبائل أرجوان ؛ وجنوبية من بحر الشمال ؛ يحرسها الليل

 

في مسجد اليقين ؛ وهي الدهشة الكبرى على رمال النوم العسلي يوم الافتداء

 

السعيد.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!