غزو ثقافي بلا ضمير/ بقلم الشاعرة فابيولا بدوي /فرنسا

 

نموذج «سبيدر مان» كما «بات مان» يتحكم في عقولنا اليوم. هي ثقافة من دون شك، تم تمريرها للصغار والشباب منذ سنوات. اعترض البعض عليها خوفاً على الأطفال من التقليد، ونبه القليل إلى سلبية تأثيرها وغزوها للعقول، لكن الأغلبية لم تهتم وتسابقت على اقتناء الصور والألعاب الإلكترونية، حتى إن مجسمات هذه الشخصيات صارت عاملاً مشتركاً في حجرات الصبية والشباب لتتحول إلى جزء لا يتجزأ من أيامهم.
كلنا نشهد سيطرة الفكرة على الشباب، ونتابع رفضهم للشخص الهادئ المثقف متعدد الرؤى المنفتح لقيادة بلاده، ويراهنون على «السوبر مان» الذي سيهبط عليهم ليضبط الخلل في إيقاع حياتهم، مضحين في سبيل ذلك بكل ما حمله الآباء من ثقافة وفكر وقيم قامت عليها دولهم، وكانت سبباً لتميزهم وتقدمهم.
كل ما يذهلنا في اختيارات الشعوب هو نتيجة حتمية لثقافة تسللت حتى سيطرت. فيكفي اليوم أن يحدد شخص ما، بحسب تصوره، الأعداء الذين يهددون المواطنين الآمنين، ويؤكد قدرته على سحقهم حتى يحظى خطابه بالرضا والفوز، ولم لا فالشخصيات الوهمية التي صارت القدوة تقتل كل الأشرار الذين تصادفهم؟
في عالم تمكنت منه ثورة صناعية بلا ضمير وأخرى رقمية لا ترحم، ودماء تراق من أجل نشر الخير، في ظل تقهقر ثقافة الخير والجمال والحب، يمكننا القول إن استطلاعات الرأي لم تخطئ لكن ثقافة الشباب مشوهة.
عن صحيفة الرؤية الاماراتية

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!