في صمتي / بقلم : إسماعيل هموني – المغرب

في صمتي كنت ألتقط حضورك في مسامعي ؛ واشد على

 

صوتك حتى اهز ركود المعنى . واسلخ من معناي من غيابك

 

حين أشذب اللامبالاة من سكوتها الأكبر. فكل ملفوظ رنين

 

خطوك في محادثة  بيني وبيني ؛ أواجه تداولا باردا لصوتك

 

وأبادله حرارة كي استعيد نشوة الكلام.

 

في الصمت فائض خطاب يمنح المسافات جاذبية للتواطؤ أو

 

العجز ؛ لذلك خاطرت بالخروج من هرج الصمت إلى يناعة

 

الكلام ؛ أرتق من شقوقه تكميم اللسان ؛ و أريق على قهره

 

معاني لا تنفد من زيت التداول المشترك.

 

أن تصمت يعني أن تناصر الغياب في سكوته؛ و تملك حصته

 

ما بقي فيك من ازيز الصدى او اكتظاظ للمعنى في عروق

 

الشروق. هل تصمت لأنك في خرس مطلق أم انك تتكلم

 

صمتك بصيغة اخرى؟

 

لا أحب الخرس لأنه ينسف زاد اللغة في دني ؛ ويغرق دمي

 

في خرقة الوجود المتلاشية ؛ كأن الكلام خيط محبوس في

 

كبته لا أعلم له مبتدأ؛ ولا أصل إلى خبره.

 

الكلمات ترسم مسار العالم ومدلوله؛ وبها أعربني في سوق

 

الكلام؛ فإن أمسكت بها فقد بلغت مبلغا يبلغني الجنة؛ وإن

 

فقد الاهتداء فقد غمض علي الهدى ؛ وبت في سبل رعناء.

 

ليس الصمت فراغا أجوف ؛ ولا فقاعات جرداء ؛ إنه إمكانية

 

أن نتكلم بلا فضلات ، و ان نصغي للامتلاء بلا تورم.

 

لن أعدم الصمت في سكوتية فجائية ؛ و لا أرفعه إلى نوبة

 

جنون فائرة ؛ بل أجده طريقا لا يضمر التخلي ؛ ولا يخفي

 

عن راغبه التجلي؛ ولا يمنع كل يقظة عن التحلي.

 

في صمتي استتر باستيهاماتي ؛ واستنير بوضوح اللغة في

 

طيني المخصب بالإيماءات  ؛ فلا زمن يطوي

 

المشحون في دمي سوى ما لا يسكت ابدا ؛ فالصمت سؤالي

 

عن تخوم الكلام في لساني ؛ وتوق مرير لا يترك شيئا غامضا

 

على شفتي.

 

ففي الصمت أقفو لحظات الانقطاع ؛ وادنو من وقفات الغرق

 

الحميم في الكلمات؛ كأن إيقاع الصمت فيصل بين البطء

 

والتخثر ؛ يفيض من إعراب لا يعرف الارتباك.؛ ولا يحتمل

 

تعدد الأوجه.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!