ولفح وجه روحي رذاذ حضورك ،
و لكأنّما تقاطعتْ تعابير الوقت ،
و أومأت لي بقدومكَ ،
كنت أناظر انكسار ضوء انتظاري بكأسي الفارغ ،
أبحث عن إيلاج الشّمس من خلف ابتساماتي الحمقاء،
أجتثّ الصّمت من حلق الوهم ،
و أعقد جدائل اللّهفة على مشاجب الأعمار ،
أتّكئ على مقبض الباب ، و أُقبّل خيوط الظّلام ،
حينما كان بافوميت ، يمدّ عينيه الحمراوين من ثقب الحائط ،
يرسل تعويذاته الشيطانيّة ، وتتسلّل يديه الأخطبوطيّتان إلى ركني ،
يتسرب إلى غرفتي من النافذة الواسعة بهيئة طيفك ، أسمعه يناديني بصوته الذي يشبه صوت سيربنت :
“تعالي ،،
تعالي لنعيد الصدفة الأولى ،،
و نسافر إلى أفق العشق البعيد ..”
أستفيق من غيبوبتي لأجد نفسي بين أجرام السّماء ،
و يتحوّل الخيال من احتمالٍ ضئيلٍ ، إلى واقعٍ مؤكّد ..
أحلّق باحثةً عن شيءٍ يهديني إلى علامة صرحك
أتوسّل المجرّات أن تقلّني إلى درب التبّانة القريب من الأرض ،
ورأس أفروديت يطلّ من بين العديد من الثقوب السوداء ،
جاذبيّة الثّقب الكبير تمتصّ جسدي بقوّة
وهناك هازارد قد اخترقه شهابٌ ثاقب ..
هَلِعتُ و ارتعبتُ خوفاً وبدأ جسدي بالتّلاشي ،
يداي تتحولان ضباباً ،
وجهي ينسلخ و يتطاير هباءً من دخان
لا لست سوى ريحٍ صرّصرٍ هبّت و اقتلعت قلبي على حين غفلة ..
أدركت أنّ القلب هو لبّ المراد
وهاك قلبك كان ينادي من الأفق البعيد ،
يتدحرج كما لؤلؤةٍ مضيئةٍ ، ويقفز بسرعة البرّق ليتلاحم مع أركان روحي ..
أصبحنا روحاً واحدةً و قلبين يخفقان كما تنّينٍ أهوجٍ ، ينفث ضوء الشّمس من رئتي ،
أحترق كما لهيب بركان ..
رجيتك جداً أن تقلّني إلى حيث كنت ..
صرخت الهواء موتاً
أغمضت عيناي بقسوةٍ ، و بكيت الدمع كلّه ..
ناديت ربّي بتوسّلٍ ،
صلّيت وسجدتُ بتوبةٍ لا شيء أقوى منها ..
عدتُ أخيراً ،،،
كتلةً منزويةً على السّرير ، يملؤها الخوف و الهلع ..
استيقظتُ من تخيّل وجهك الشيطانيّ ،
و أدركتُ أنّ مثلك لا يأتي إلّا بالأحلام المكدسّة بالكوابيس ..
أقسمتُ بعدها ألّا أستحضر طيفك ثانيةً
و أجهزتُ على كلّ كتبكَ الّتي أهديتني إيّاها
أمزقها و أحرّقها بمنتصف غرفتي ،
أرقص حول نيرانها رقصة الهنود الحمر ،
أُقَهقِهُ فَرِحَةً بانتهائكَ كما اللّعنة أخيراً ……