كيف تتوالد/ بقلم ريم بندك

كيف تتوالد الأشياء هكذا من كفيك
مهزومةً جداً مثلي أنا !!
هشةً بساقين طويلتين
وبذاكرةٍ محملةٍ بصدأ المسافة..

كطفلٍ تتعثر بكلمة أحبك
تتمسك جيداً بحبال الشعر التي أشدك بها
علك تلامس يوماً سقف سمائي المزركشة بالكلمات ..
علقتك مرةً على جناح غيمة..
لونتها لك !!
حولتُ كل تلك الاشباح
التي تتراقص في جوفي
إلى فراشاتٍ مضيئةٍ تتراكض حولك ..
فسقطتَ بي من أعلى جنوني
إلى أسفل أرضك الصلبة ..
ضحلةٌ هي مياهك ياصديقي
لم تتسع يوماً لغرقي
ولاحتى لإغراء خصلات شعري الطويل
بأن ينبتَ حراً من بين أصابعك ..

كيف علي أن أنجو بك من شراسة حزني
أن أخرجك من دوائر انهزاماتي
التي ألتف بداخلها كما تلتف بكلك حول خاصرتي
ترص قلبي بقوةٍ إليك
كعلبة حلوى مستديرة يشتهيها الصغار ..
لو كنتُ شاعرة لما أحرقت أصابعي العشر
وأنا أحررها من برك النار المحشوة على صدرك..
لتركت لك حرية إطفاء
كل ذاك الوهج الذي يغلي في دمي
وترك بصمات أصابعك ندباً كالشعر تحت جلدي ..
ولا تنهدتُ سراً لوشاية الليل بارتجافاتي
ولاأخبرتك يوماً أن امراةً
مسكونةً بخفافيش الليل والحب مثلي
تفتتُ لك كل يوم رحم السماء
بانتظار أطفالك الذين يتوالدون
ويسقطون في جوفي على شاكلة قصائد..

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!