لا أعرف لمَ أحببتك/ بقلم ريم بندك

لا أعرف لمَ أحببتك أنت بالذات
وأنا أتوه كل يوم بين كل تلك الأسئلة التي لا أجوبة لها.
ربما لأني أعرف أنك لن تلتقي بامرأةٍ مثلي
لذلك اعتقدت أن مستحيلي قد يكون جميلاً..
أو لأنني أردت أن نتمرد على كل هذا السكون القاتل من حولنا وأن نخرج من عقد المجتمعات والماركات والعلاقات الجاهزة لتعليبنا بأكثر من طريقة.. تمنيت أن أسرقك خارج أسوار تلك المدينة المليئة بسحب الدخان والكثير الكثير من الأشياء التي تستعملنا تحت شعار كلمة (لازم).
أن أحررك قليلاً من نفسك ومن كل تلك الأكبال التي تلتقط كتفيك بقوة وتشنقك منذ الصباح بالركض خلف شيئٍ لايُمتلك..
ستتعلم يوماً كيف تحبني خارج حدودها أنا وحدي..
لأنني لا أشبه كثيراً فتيات المجلات ولا أملك جسداً مثالياً ممشوقاً بلا أخطاء مليئاً بالحقن والتعديلات وجاهزاً للبيع مقابل تهافت الناس عليه.. أو لأنني تمنيت لو ملكت ساقين أصغر حجماً أو كتفين أكثر جاذبيةً ..أو لأنني حتى لا أمتلك سوى أن أقرأ لك الشعر في ليلةٍ قد تكون فيها نائماً قربي ويداك متصالبتان خلف رأسك أو أن اكتبه على جسدك عوضاً عن ذلك وبذلك سيبدو حقيقياً أكثر..
أظن كل ذلك أبسط من أن أنتظرك لتصحو كل صباح لتشرق شمسي أو أن أتحسس عينيك المغمضتين خلف بحرٍ ونصف أرض !! ربما كانت المسافات بيننا أقصر من ذلك لكنها بعيدةً بما يكفي لمجرد كونك حين تغمض لاتحلم بي بل تحلم بأنك تطير، لذلك بدأت أتعلم الرسم فكلما قصت الحياة لك جناحاً رسمته لك من جديد.
ولذلك أيضاً ياصديقي بدأت تمل مني جارتنا الشقراء لأنني أملأ جدران الشوارع وانا أتعلم رسم الأجنحة بما يليق بشغف أحلامك ..
أحلامك التي لن نتشاركها أبداً بل سأعلمك كيف تطير بهما لتحتضن جسد امرأةٍ سواي وتلامس أنوثتها بعد ان أحرقت أنوثتي وأنا ابتسم من بعيد لأنك لن تفلح سوى أن تكون زوجاً طيباً مقصوص الأجنحة أما انا فسأبقى حلماً لايلامس بكعب قدميه الأرض و لا يطأ بجسده حواف الفراش لحب صيرته قرب النجوم ورسمت أولى ملامحه كغيمةٍ هاربةٍ قد لاتترك أثراً خلفها سوى أن تملأ الأرض برائحة المطر ..
ابتسم أعرف أنك تبتسم الآن لأنك ستستعيد كلماتي يوماُ ما فكلما قلت لك أن تحبني لأبعد من حدود الجسد ضحكت على بلاهتي عن كوني أرفض ان أستيقظ في صباح يتلو ليلة حب غارقةٍ بالوهج والعرق وتنظر صوبي فتراني امرأةً عاديةً بلا ألوان وبلا كل تلك الأقمار التي رصعتها على منحنيات كفيك وأنا أكتب لك أشياءاً لا يطالها الواقع ولا يحكمها السياسيون ولاحدود لها كالجغرافيا والخرائط والأعلام وكل تقسيماتنا وانتماءاتنا وبؤسنا وأحلامنا الكاذبة ..
لذلك سأبقى هناك حيث أنا بعيدة عنك حد التلاصق ..سأسرق منها وهي تغفو قربك لون عينيها أو حجم نهديها أو حتى خطوط يديها سأختلس قبلاتك التي ستضعها على عنقها سأعلمك ان الموت قد يبدو أحياناً أجمل حين تستطيع ان تفنى حتى الخلود بذاكرة من تحب ..أو أن تتشابك أصابعنا تحت الأرض فينمو جذرٌ صغيرٌ فنتوالد معه الحياة قصصاً واحلاماً جديدة .. ولأن سمرتنا ياصديقي تشبه لون الأرض أكثر سنبقى متوحدين باللاشيى ذاك الذي يجمعنا وحدنا لاننا امتلكنا به كل المعاني..

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

تعليق واحد

  1. محمد عبد الكريم يوسف

    لا أعرف لمَ أحببتك أنت بالذات
    وأنا أتوه كل يوم بين كل تلك الأسئلة التي لا أجوبة لها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!