وحشتى فى الحرف / هشام حربي

 

.

الصمتُ منزلقى إلى وادٍ ظليلٍ، لستُ أعرفُ مخرجاً بعد الولوج. و لستُ أبغى بعد أن أحصيتُ ميراثَ الكتابة واستدارتَها على حرفٍ يؤوله الحداةُ الصامتون بخطوةٍ أعلى .فلا جهة سوى الدوران ،والأنحاءُ عزفٌ قد يراه الناس حولى عزلةً أو بعض أعراضٍ لبادرةِ انجذابٍ تبرقُ الأسماءُ فيه، وقد تبدى صلفُها .تنسابُ من خلفِ المرايا فالوجوه كمن طلبتَ حيادَها فتوترت للعزف والآلات تهدر فى مقام اللحن تنتظرُ الطيورَ لتسكبَ الصمتَ ،الذى قد صرتُ فيه موافقاً للصخر حولى .

قد يصرح أحدهم فى نظرةٍ ولمَ القطيعةُ ؟

إنه لم يدرِ أنى صرت موصولاً بنفسى ،وانسجام الأرض حولى زهرةٌ صفراء تختصر اللغات. وللسكينةِ بسمةٌ تبدو على وجهٍ تشظى فى المرايا. تُحذف الكلماتُ، والرؤيا تطل على منابتِ صرخةٍ ذبلتْ وكان بريقها يستجلبُ البركانَ بالحمم التى تخفى معالمَ ذكرياتٍ ،ربما كانت ستأكل خلفها بيتاً تصدع سقفُه من يوم أن حطت عليه طيوفُ أسلافى، وكانوا يلهجونَ برنةِ البشرى إذا أظهرتُ صمتى. أو لعلى كنتُ حين أود رؤيتَهم أناديهم ببعض الشوقِ محتبساً وكانوا يسرعون ولايكلمنى سواهم ، صرتُ أصمُتُ كى أرى ، وتفيض فى صمتى المعالمُ ، وحشتى فى الحرفِ والصوتِ الذى قد صار شوكاً خالصاً ينمو على شجرِ السلام

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!