التحولات الاجتماعية والاقتصادية ما بعد الكورونا/ بقلم محمد زعل السلوم

لصحيفة آفاق حرة
________________

ما بعد فيروس كورونا اجتماعياً واقتصادياً : تحولات اجتماعية وسيناريوهات اقتصادية محتملة
دراسة في الاقتصاد الاجتماعي

بقلم. محمد زعل السلوم

إذا كان الانترنيت قد غير العالم بالفعل،كما يقول الاستاذ الجامعي الاسباني لويس غارفيا فيغا، فلابد من القول أن انتشار وباء الكورونا بالعالم قد أجبرنا على الوقوف مجددا أما مرآة أنفسنا، والنظر مرة أخرى لفضائلنا ومساوئنا. فلن يعود العالم كما كان للأسباب الآتية :
1-اقتصاد أكثر إنسانية : لن نعتبر بعد اليوم أن التعليم و الأبحاث والصحة مجرد نفقات عامة، وإنما هي استثمار بالمعنى الحرفي للكلمة، فقد طمس الوباء الحدود بين القطاعين العام والخاص، فالبقاء على قيد الحياة سيكون بفضل تلك المؤسسات القادرة على تأمين أرقى الخدمات بتكاليف وموارد أقل، بل وسيصبح العمل أكثر مرونة، مسلحاً بالتكنولوجيا ومدفوعاً للأمام من خلالها. وسيزداد التباعد الاجتماعي للسكان والتشتت الجغرافي، إلى جانب تطور الاقتصادات المحلية، وسيصبح قطاع الترفيه المحرك الرئيسي للعولمة، تاركاً الصناعة والاستهلاك بلا حدود.
2.الكليات والجامعات لم تعد مجرد مباني : سيتذكر صغارنا كثيرا هذه الأيام التي نعيشها وعشناها في زمن الكورونا وسيميزونها، فهم كالاسفنجة التي يمكنها امتصاص كل شيء، فسيتذكرون بالتالي مخاوفنا ومواقفنا وتضامننا وقدرتنا على اعادة تشكيل أنفسنا، وبالنسبة للأطفال على وجه الخصوص يجب أن يكون كل شيء ايجابياً، فالتغيير جزء من عملية تعلمهم، وتعمل التكنولوجيا على إضفاء الديمقراطية في الوصول إلى التعليم، ومن الممكن مواصلة التعليم والتدريب عن بعد، وبالتالي تصبح الجامعة ملاذ آمن بالعودة لمراحل مختلفة من حياتنا، خاصة في ظل عاصفة الكورونا.
3.عدم المساواة الاجتماعية : العدو التالي الذي يحتاج القتال بعد هزيمة الفيروس هو عدم المساواة الاجتماعية، فهو عدو متعدد الوجوه، فليس جميع الأطفال قادرين على الوصول للانترنيت لمواصلة تدريبهم، كما أنه ليس كافة البالغين على نفس الوضع، فيجب أن نضيف أيضاً الأمية الرقمية، إلى جانب اللامبالاة التي تؤدي لترسيخ اللامساواة الاجتماعية، فالفجوة الرقمية هي أيضاً عدة أجيال وتؤثر على كبار السن.
4.عادات الاستهلاك الجديدة : ستلتقي في أوقات الفراغ وبفضل التكنولوجيا مع الصحة والطبيعة، وقد أثبت السباق إلى التكلفة المنخفضة أنه لا يمكن تحملها، وبالتالي فسيتم انتاج مسارات أصغر حجماً، ولكن بجودة أعلى فضلاً عن كونها منتجات متعددة الاستخدامات، ستضع الطباعة الثلاثية الأبعاد والمصادر المفتوحة والاقتصاديات التعاونية أسساً جديدة حقاً للاستهلاك، حيث ستكون التشاركية أكثر أهمية من التملك. وتقليدياً يتعين على القطاعات الصناعية أن تتكيف مع العلاقات الاقتصادية الجديدة وإلا فإنها سوف تختفي.
5.الشبكات الاجتماعية الحقيقية : نتيجة الحجر فقد ازداد استخدامنا لوسائل التواصل الاجتماعي وتضاعفت أوقات تعاملنا معه وتطورت، وكانت العلاقة مع أقاربنا أقرب للعلاقات المختلطة بالعلاقات الشخصية وعلاقات العمل، المفارقة أننا عقدنا اجتماعات بكبار السن لدينا ومؤتمرات فيديو مما يسمح لمضاعفة الانتاجية والوصول إلى المعلومات، كما لم نعد خاضعين لرقابة المدراء والمسؤولين عن عملنا خلال أوقات الدوام الفعلية، ولكن يبقى هناك خطر التشتيت.
6.القيادة العالمية الجديدة : كسبت الصين المعركة ضد الوباء والحرب التجارية مع الولايات المتحدة وموقعها الجديد في النظام العالمي بالعمل والصبر، إلى جانب السيطرة البارعة على التكنولوجيا والشبكات الاجتماعية، لا تزال هناك المزيد من الشكوك بحقيقة مواجهة الصين للوباء وعدم اليقين، ولكن في نهاية المطاف ستسود الديمقراطيات ضد الاستبداد والتضامن الدولي ضد الوباء، وكل هذا التغيير من المحتمل أن يكون بقيادة أوروبا الموحدة.
7.الاختناقات المرورية خطأ كبير : في مجتمع المعلومات لم تعد الازدحامات المرورية منطقية، فكل شخص سيعمل في نفس الوقت، في ظل الازدحام في مترو الانفاق وفي الاختناقات المرورية الدائمة، سينتهي دور الشركات عن بعد ، وسيكون لديها الوعي البيئي الكافي، وتميزها على نحو متزايد، فالأشخاص الذين يعيشون بالأماكن الريفية يتعاملون بشكل أفضل مع الحجر، وتعد المدن فخاً كبيراً لمواجهة الأزمات العالمية الكبرى، وتعد التكتلات الصغرى ذاتية الإدارة حلاً جيداً، كان من الضروري التوقف عن التفكير والاستمتاع.
8.الطبيعة تستعيد توازنها : انخفض التلوث في مدننا وتحسنت نوعية الهواء، والطيور عادت للتغريد والتحليق، وهي إحدى الجوانب المأمولة من أزمة فيروس كورونا كوفيد 19 ، حيث يمكننا لمس الصمت ففي الوقت الذي نخسر بين أيدينا المزيد من الأشخاص بسبب مشاكل في الجهاز التنفسي وقياس التأثير الايجابي الذي تحدثه المرحلة الحالية على كوكبنا، فهل سنتعلم من كل هذا؟.
9.تجدد الموقف تجاه الحياة : الانترنيت يجعل الأمور تحدث بسرعة، سواء للأفضل أو للأسوأ، الخوف المتزايد المعاكس للتفاؤل، لا يمكننا التوقف عن التفكير أكثر من أي وقت مضى، ولا نترك أنفسنا نبتعد عن السلبية، هناك فرصة عظيمة لتحويل العالم لمكان أفضل، وهي فرصة إن لم نقم باستغلالها فإن الشركات المتعددة الجنسيات ستستفيد بلا شك من القيام بمزيد من الأعمال على حسابنا، وعلى حساب الكوكب.
ان الدلالات على التضامن الانساني تتزايد، والفرد هو القضية المركزية، وخاصة اولئك الأشخاص الذين يحتاجون لأكبر قدر من المساعدة أو الذين يستطيعون المساعدة أكثر، لتزودنا تجربتنا بالمعرفة، ونجد الطريق المناسب لنا قدر الإمكان.
السيناريوهات الاقتصادية الأربعة ما بعد الكورونا :
من منظور اقتصادي، يتحدث الباحث بالاقتصاد البيئي سيمون ماير وعضو مركز الازدهار المستدام بجامعة ساري عن عدد من التحولات الاقتصادية المحتملة، وتعتمد كلها على درجة استجابة الحكومات والمجتمع للفيروس التاجي وتداعياته الاقتصادية، وكيفية استخدام هذه الأزمة لإعادة البناء، وانتاج أشياء أفضل وأكثر انسانية. ويعتمد ذلك على أساسيات الاقتصاد الحديث الثلاث : وهي سلاسل التوريد العالمية، والأجور، والإنتاجية. وبالنظر للطريقة التي تساهم فيها الديناميكيات الاقتصادية في تحديات مثل تغير المناخ، وانخفاض مستوى الصحة العقلية والبدنية بين العمال، وبالتالي فنحن بحاجة لنوع جديد من الاقتصادات.
ويتابع ماير بأن هناك أربعة أشكال مستقبلية محتملة للاقتصاد وهي : الانحدار للبربرية ورأسمالية الدولة القوية واشتراكية الدولة الراديكالية والتحول لمجتمع كبير مبني على المساعدة المتبادلة.
رأسمالية الدولة
حسب الويكيبيديا تعرف رأسمالية الدولة بالنسبة للماركسيين بأنها طريقة لوصف المجتمع الذي تكون فيها القوى المنتجة مملوكة ومدارة من الدولة بشكل رأسمالي حتى لو سمت تلك الدولة نفسها اشتراكية.
ورأسمالية الدولة بالوضع الحالي هي الاستجابة المهيمنة التي نراها في جميع أنحاء العالم ومن الأمثلة النموذجية المملكة المتحدة واسبانيا والدنمارك.
يستمر المجتمع الرأسمالي في الدولة وراء قيمة التبادل باعتبارها الضوء الموجه للاقتصاد لكنها تعترف بأن الأسواق في أزمة، وبالنظر للعديد من العمال فلايمكنهم العمل لأنهم مرضى، ونتيجة الخوف على حياتهم فالدولة تتدخل، وهو الأمر الذي يتطلب الدعم من الدولة ويشكل حافز كينيزي هائل من خلال تقديم الائتمان وتسديد الدفعات المباشرة للشركات وبرفاهية ممتدة.
التوقعات هنا أن هذا سيكون لفترة قصيرة. فالوظيفة الأساسية للخطوات التي يتم اتخاذها هي السماح لأكبر عدد ممكن من الشركات مواصلة التداول، ففي المملكة المتحدة على سبيل المثال، لا يزال توزيع الطعام عبر الأسواق، رغم أن الحكومة خففت قوانين المنافسة، وعندما يتم دعم العمال مباشرة فهو يتم بطرق تسعى لتقليل الاضطراب في الأداء الطبيعي لسوق العمل، ففي المملكة المتحدة على سبيل المثال أيضاً وحسب موقع محادثة البريطاني، فيتوجب على أصحاب العمل التقدم بطلب للحصول على المدفوعات وتوزيعها، ويكون حجم المدفوعات على أساس قيمة التبادل التي عادة ما يخلقها العامل في السوق بدلاً من فائدة عمله.
ولكن السؤال هل يمكن السيطرة على فيروس كوفيد 19، وخلال فترة قصيرة وهل يمكن أن يكون هذا السيناريو ناجحا ؟.
من الممكن نجاحه، في حال استمر الوباء على المدى القصير، مع ضرورة تجنب الحظر الشامل للحفاظ على أداء السوق. ومن المحتمل أن يستمر انتقال العدوى، في المملكة المتحدة مثلا لا يزال البناء غير الأساسي مستمر، مما يجعل عمال البناء يختلطون في مواقع البناء الانشاءات المعمارية، وبالتالي فتدخل الدولة المحدود من الصعب الحفاظ عليه، إذا ارتفع عدد الضحايا بالفيروس، وبالتالي زيادة المرض وتفشيه مما قد يثير الاضطرابات وتعميق الآثار الاقتصادية. مما يجبر الدولة على اتخاذ المزيد من الاجراءات الجذرية في محاولتها الحفاظ على أداء السوق.
الهمجية
وهو السيناريو الأكثر قتامة، فيذكر الباحث الاقتصادي ماريو بأنه وصف حالة لم نرها بعد في الدول الاقتصادية الأكثر تقدماً، وهو سيناريو يتعلق بمن يخرجون من الأسواق بسبب الإصابة بالفيروس أو البطالة، وذلك في حال واصلنا الاعتماد على قيمة التبادل كمبدأ توجيهي وبذات الوقت نرفض الدعم. فيتوقف دعم المستشفيات بتدابير استثنائية، وتفشل الشركات ويتضور العمال جوعاً لعدم وجود آليات لحمايتهم من الحقائق القاسية للسوق.
الهمجية بنهاية المطاف تعني دولة غير مستقرة تنتهي بالدمار أو الانتقال لضفة الأمان. فالناس يموتون وبالتالي يصيبها الإرهاق وستليها فترة دمار سياسي و اجتماعي.
القلق هنا أن سلوك وخطوات الدول قد يتم ارتكابها أثناء الوباء، فقد يتم تقديم الدعم للشركات والأسر، لكن إذا لم يكن ذلك كافياً، فالحكومة ستفشل في التدخل بطريقة كبيرة بما يكفي خلال أسوأ فترات الوباء، فقد ترسل أموال إضافية للمستشفيات والأسر والأفراد، لمنع انهيار السوق في مواجهة الأمراض المنتشرة. فستحدث فوضى وسيتم استبعاد المرضى بأعداد كبيرة.
من المحتمل أن يكون هناك تقشف شديد بعد أن يبلغ الوباء ذروته، وتسعى الحكومات للعودة للوضع الطبيعي وبالتالي فهي مجبرة على تأجيل تمويل الخدمات الحيوية أثناء التقشف الذي سيؤثر بالضرورة على قدرات تلك الدول مما يخلق وضعاً كارثياً.
وسيؤدي الفشل اللاحق للاقتصاد والمجتمع لاضطرابات سياسية واجتماعية وبالتالي فشل الدولة وانهيار كافة أنظمة رعاية الدولة والمجتمع.
اشتراكية الدولة
1-توصف اشتراكية الدولة بأنها أول مستقبل يمكن أن نراه مع تحول ثقافي يضع نوعًا مختلفًا من القيمة في قلب الاقتصاد.
2-هذا هو المستقبل الذي نصل إليه بتمديد التدابير التي نراها حاليًا في المملكة المتحدة وإسبانيا والدنمارك.
3-المفتاح هنا هو أن تدابير مثل تأميم المستشفيات والمدفوعات للعمال لا تعتبر أدوات لحماية الأسواق، ولكن طريقة لحماية الحياة نفسها.
4-في مثل هذا السيناريو، تتدخل الدولة لحماية أجزاء الاقتصاد الضرورية للحياة مثل : إنتاج الغذاء والطاقة والمأوى على سبيل المثال، بحيث لم تعد الحاجات الأساسية للحياة تسير على أهواء السوق. تقوم الدولة بتأميم المستشفيات، وتوفر السكن مجانًا
5- توفر لجميع المواطنين وسيلة للوصول إلى سلع مختلفة – سواء الأساسيات أو أي سلع استهلاكية يمكننا إنتاجها بقوة عاملة مخفضة.
6-لن يعتمد المواطنون على أصحاب العمل كوسطاء بينهم وبين المواد الأساسية للحياة.
7-تتم المدفوعات لجميع الأشخاص مباشرةً، ولا تتعلق بقيمة الصرف التي ينشئونها.
8-بدلاً من ذلك ، فإن المدفوعات هي نفسها للجميع (على أساس أننا نستحق أن نتمكن من العيش، لمجرد أننا على قيد الحياة)، أو أنها تستند إلى فائدة العمل.
9-عمال السوبرماركت، وسائقوا التوصيل، وعمال المستودعات المكدسة، والممرضات ، والمدرسون ، والأطباء هم الرؤساء التنفيذيون الجدد.
10-من الممكن أن تظهر اشتراكية الدولة كنتيجة لمحاولات رأسمالية الدولة وتأثيرات الوباء على المدى الطويل.
11-إذا حدث ركود عميق وكان هناك خلل في سلاسل التوريد بحيث لا يمكن إنقاذ الطلب عن طريق نوع السياسات الكينزية القياسية التي نراها الآن (طباعة الأموال ، مما يسهل الحصول على القروض وما إلى ذلك)، فقد تتولى الدولة الإنتاج.
12-هناك مخاطر على هذا النهج – يجب أن نكون حذرين لتجنب الاستبداد الشديد ولكن ربما قد يكون أفضل أمل لنا ضد تفشي كوفيد 19.
13-القيمة هنا هي وجود دولة قوية قادرة على حشد الموارد لحماية الوظائف الأساسية للاقتصاد والمجتمع.
المساعدة المتبادلة
1-المساعدة المتبادلة هي المستقبل الثاني الذي نعتمد فيه حماية الحياة كمبدأ توجيهي لاقتصادنا.
2-لكن في هذا السيناريو، لا تقوم الدولة بدور محدد.
3-وبدلاً من ذلك، يبدأ الأفراد والمجموعات الصغيرة في تنظيم الدعم والرعاية داخل مجتمعاتهم
4-تتمثل المخاطر في هذا المستقبل في أن المجموعات الصغيرة غير قادرة على تعبئة نوع الموارد المطلوبة بسرعة لزيادة فعالية الرعاية الصحية، على سبيل المثال.
5-ولكن يمكن أن تدفع المساعدة المتبادلة على منع انتقال العدوى بشكل أكثر فعالية، من خلال بناء شبكات دعم مجتمعية تحمي قواعد العزل الضعيفة.
. 6-من خلال الشكل الأكثر طموحا لهذا المستقبل تنشأ هياكل ديمقراطية جديدة
. تجمعات المجتمعات القادرة على تعبئة موارد كبيرة بسرعة نسبية 7-
8-يتحد الأشخاص معًا لتخطيط الاستجابات الإقليمية لوقف انتشار المرض و (إذا كانت لديهم المهارات) لعلاج المرضى.
9-يمكن أن يظهر هذا النوع من السيناريو في أي من السيناريوهات الأخرى.
10-إنها طريقة ممكنة للخروج من الهمجية أو رأسمالية الدولة، ويمكن أن تدعم اشتراكية الدول
تفشي فيروس ايبولا في غرب إفريقيا. 11-نحن نعلم أن استجابة المجتمع كانت أساسية في معالجة
حزم الرعاية والدعم المجتمعي. 12-ونرى بالفعل جذور هذا المستقبل اليوم في المجموعات التي تنظم
13-يمكننا أن نرى هذا على أنه فشل في ردود الدول
وتتفشى شيئاً فشيئاً. 14-أو يمكننا أن نراها كاستجابة مجتمعية براغماتية ورحيمة لأزمة تتكشف

عن هشام شمسان

هشام سعيد شمسان أديب وكاتب يمني مهتم بالنقد الثقافي والأدبي ، ويكتب القصة القصيرة والشعر . له عددمن المؤلفات النقدية والسردية والشعرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!