أين أنا / بقلم : روزالينا فؤاد

..

 

الظلام دامس

قلبي يطرق بقوة

أجراس الخوف تدق في رأسي

العرق يتصبب من كل ثقب في بشرتي

أركض بسرعة لا أتجرأ على الالتفاف خلفي

ولا حتى على النظر أمامي أسرع أكثر

أصوات مرعبة تحفني من كل إتجاه

أي إتجاه أسلك وأنا لا أعلم ممَ أهرب ؟!

أشعر أن أحدهم يطاردني أرسم في خيالي شكله أتخيله بأفظع الأشكال المرعبة

هلع يكبل عقلي

قدماي لم تعد تحملاني

هل أتوقف ؟

أم أتابع ؟

ما الذي ينتظرني في آخر هذا الممر المظلم الضيق ؟

هل سأرى بصيص نور من شق بعيد؟

يا إلهي حتى أن صوتي خانني لا أستطيع الصراخ لطلب النجدة أخشى أن يعثروا عليّ فأحاول الصراخ دون صوت ولكن بمن أستنجد بمن أستغيث؟

وأنا هاربة من الجميع  ، جميعهم خذلوني ، كسروني ، طعنوني في منتصف قلبي حيث أسكنتهم ، طعنات حتى في كفي التي مددتها لغوثهم ، والكثير منها في ظهري الذي كان مسنداً لضعفهم ، وهناك على كتفي بعض منها .

 

أذكر أني كنت أنجد أحدهم كان على شفير الهاوية مددت له كلتا يداي لأمسك بيد واحدة كان ممدودة بإتجاهي ، نظرت في عينيه كانت غارقة بالدموع فرق قلبي أسرعت أتلقف يده بلهفة مجنونة ، لست أدري من أين أتيت بكل الطاقة التي مكنتني من سحبه للأعلى ولكنه ما إن وضع قدماه بثبات بجانبي دفعني للأسفل إلى غياهب الدرك المجهولة   لربما لم يدفعني هو ، أعتقد أن قواي خارت فهويت مع أول ريح عصفت من خلفي ، ولكن لم لم يمسكني لم لم يتلقفي ؟ أيعقل أنه لم ينتبه ؟

يا إلهي كيف وصلت إلى هنا ، من يتبعني وممن أهرب ولماذاا؟ هل أنا في الاتجاه الصحيح ، وما الذي ينتظرني في نهاية طريقي ؟

أشعر بشي يقترب مني أكثر ليس واحدا إنهم جيش كبير وحوش بيضاء بقبعات سوداء أو رمادية سيمسكون بي عليّ الإسراع أكثر ولكني أتعثر بحجر كبير وأهوي أرضاً ، أحاول أن أنهض ولكنهم أمسكوني لم يعد لدي طاقة لمقاومتهم .

بعضهم يحاول تثبيتي وواحد منهم يغرس سكيناً مسموماً في وريدي  ، ثم تتعالى ضحكاتهم مقهقة تزلزل أسماعي ثم أسمع صوتا رقيقاً يقول: إنها جرعة المهدئ الثانية هذا اليوم، يجب أن نفعل شيئاً وإلا تفاقم الأمر وازداد وضعها سوءاً

 

أنا مجنونة في زمن العاقلين ، أصحاب الضمائر النائمة أنا مجنونة لأني لم أستطع قتل ضميري أنا الغريبة في وطن التجاوزات.

 

 

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!