الترنح بين الواقع والخيال/ بقلم : تسـنيم شـرار

(مهزلة الواقع والخيال )

كـانَت الأرضُ أرضـاً بــِ سَبعَةِ أوجُـه ، والسـماءُ سَمـاءً بــِ سبعةِ أبـواب ؛كـان ذَلكَ شَيئـاً عَظيمـاً . أما أنا المَوجُ والذاكـرة التـي كـانَ لـها وجـهٌ واحِـد وسـماءٌ واحـدة ، أنا آخرُ سلالة الأُنثـى المُعتـقة ، أنا اليومُ والغـد ! أنا فراغٌ بــِ حَجـمِ سُـؤال الخُـلق ، أنا ليلٌ رمـاديّ ، لكـن يـا تُرى أين تركتُ مفتـاح إلايّ .

يرتقـي الوميضُ لــِ يجيبَني عـَلى سؤالي كما يقـول ” مفـاتيحكِ بــِ الأبدية الغـامِضة ، بــِ الرمـال التـي تَـدفِنُهـا المِيـاه ، بــ نَصٍ قـد تَشتت بـِهِ الكلمات ، بِــ جنـاحِ الفراشـة العمـياء” هُنـا مفاتيحُكِ يا عزيزتي ، هُنـا سَـ تجدينَ إِلاكـي .

أَرتُج لــِ وهلة وَأُحدِقُ أكثـر ، يَلتبِسُنـي المَشهـد ،َ الحُجرة مظلِمة جِداً ، ه‍ـا أنا وجـدتُ الخيطَ الأول مِـن إلايّ . أحتـارُ طويلاً واجرِبُ أن أتكـلم لـكنّي أصمُت ، أخرجُ لــِ المواجهة في ذلـكَ المـكان البعـيد هُناك أنا ، عِند اقلام رصـاص وطاولـة وكتـاب وغُبـار . ســَ أصعد لــِ الاعلى الامرُ بسيط جداً ؛ لــَ طالما حلمتُ بــِ أن أجد إِلايّ .. أرى جسدي هنـاك بـِ الزاوية، ينسـابُ قليلاً ، هـذهِ اللحـظة كـانت مُبتـدأ الـكَون ، أدخُلُ فـي جسدي وأحتَرُ عـلى نفـسي ، وهُنـا عَلِمتُ أن كـُل ذلِك كـان هـَمهَمة مِـن غُبـار ، وأنَ النَّـصَ هـذا سُـؤال الفراغ ، وأن اللغة كـانت إيقاعٌ وَحشِيّ لــِ كي لا أجِدَ إلايّ ، وان كل هذا نسجٌ من الخيال وقد نسجه واقعي ، لكي يوقع بي ، لأكون ضحية الواقع والخيال ، اللذان سيطيحانِ بي إلى الهاوية ، ذلك الواقع الذي لم يسمح لي كي أَجِد إلاي ، وذاك الخيال الذي سيقتل روحي في يوما ما !

 

 

 

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!