الرسامون هم قتلة/ بقلم : رؤى الإرياني

  تلك الريشة الملعونة ، قاتلة ! هم لا يبعثون فينا الجمال ، هم يقتلوه! حين نترك هذه القطعة القماشية الملونة ونمضي نحو عالم بائس، هم يقتلوننا ! ثم علينا أن نواجه كل سخافة الدنيا، ونتحمل كل الظلم بكوننا ولدنا تُعساء في عالمٍ باهت ! ثم نهرب ونهرب! الى هذا المكان ، المُشبع بالخيال ! ونتوه ، ونعيش ، ونبكي ونتخيل، ثم تنتهي الرحلة !! علينا العودة ! إلى عالم حقيقي مُزري ينتظرنا ! ليتني كنت لوحة رومنسية، تقضي حياتها في كنف الحب الذي رُسمت لأجله، وكل من تأملها يهمسُ بـ ياااه !! ليتني تلك الجميلة المرسومة بدقة ، وهو ممسكٌ بيدي، مأخوذةٌ بالنظرات الناطقة عبر الألوان! يا ليتني حتى لون عينيها، أو ضوء إبتسامتها! وذلك الأنيق، لا أعرف من هو، أعرف فقط أن الإحساس الذي يغمرني وأنا أشاهدهما معًا ، آسرٌ جدًا! أعرف تمامًا أنهما جامدان ماديًا ، لكنهما يرقصان داخلي! يتكلمان ويضحكان أعرف أن هناك قلبًا خفيًا نابضًا فيهما! لا أراه ، فقط أُحس به! هل تشعرون به ايضًا ؟ المكان بارد ، لكنهما يبعثان الدفء في داخلي! المكان قاحل ، لكنهما يبذران الزهر في نفسي! حتى إلتفاتتهُ لها ، فاتنة ! في ذلك الكرسي المهمل ، أجلس أنا، وهما يمران من أمامي بصمت مزعج!!! لوحة بعثت داخلي الكره لكل ماحولي! هذه الفسحة التي أهرب إليها من كل بشاعة العالم، بكل جمالها هي أبشع!!! عالم اللوحات الساحر ، القاتل ، المضني!!! ليتني لوحة ..! أُحبس داخل أربعة زوايا وهو عالمي الصغير الجميل وكفى! هه !! نحن نموت في كل مرة نتأمل فيها لوحة جميلة ! الشوارع الحقيقية ليست كاللوحات ممطرة وهادئة! تلك الحدائق ايضًا ليست ملونة ومُشبعة بالحب! اللوحات مصدر للموت البطيء المغلف بالجمال !

ر

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!