بِلا عِنوان/بقلم: نَغم إِسماعيل

كُنتَ لِأَحزاني مُؤنِسًا فَ أَينَ ذَهبتَ يَا سَندي؟

تَبَعَثرتُ وَتَعثرتُ وَتَهمشتُ وَلَم يَبقَ لِي أَثرٌ بِفقدك، لَم أَستَطِع إِعادَةَ رُوحي بَقيتُ كَدُميَةٍ نُزِعَت بَطَارِيَتُها وَلَم تَعد تَعمل.

حِينَ لَفَفتُكَ بِالكَفَنِ أَدرَكتَ مَعنى خَوفي مِن فَقدك، كَانَ الأَمرُ أَشبهَ بِأَن تَرى عَامةَ النَاسِ يُشيعُونَ جُثمانَكَ وَتَلحَقُ بِهم وَبِكُلِ مَا أَوتيتَ مِن قُوةٍ تَصرخ:أَعيدوا لِي جَسدي أَعيدوني أَيها القَوم.

سَرت قَشعريرةٌ جَعلت شَعرَ رَأسي يَهمُ بِالوُقوفِ عِندَما وَصلتُ لِعيناك، كُنتَ شَاحِبَ البَشرةِ مُغمِضًا لِلعينينِ،تِلكَ ذَاتُ العُيونِ الَتي خُطت لَها أَنامِلي وَرَكعت حُروفي لَها تَقديرًا.

عِند إِنتهائي مِن لَفِ جَسدكَ المَيتِ بِالكَفنِ بَدأَ النَاسُ بِحملكَ لِلذَهابِ بِكَ إلى قَبركَ المُظلم، بَعدَ بِضعِ لَحظات أَدركتُ أَنَّ جُثمانكَ مَن ذَهب وَلَكِنهُ يَحمِلُ بِهِ رُوحي.

وَصلنا إلى المَقابر حَيثُ دُفِنَت العَديدُ مِنَ الأرواحِ ،هَا هُوَ قَبركَ إِنهُ حَالِكُ السَوادِ شَديدُ العَتمه وَحيدٌ وَبارد، يُريدونَ تَركَكَ لِوَحدِكَ فِي هَذهِ الظُلمات؟

لا وَألفُ لا ،كَيفَ لِي بِتركِكَ تُواجِهُ هَذا السَوادَ بِمُفرَدك؟

أَنتَ مَن كَانَ يَأتِ رَاكِضًا لِيُنيرَ سَوادَ دُنياي أَتُريدُ مِني تَركَكَ لِلبَردِ والحَشراتِ القَذِرَةِ لِتَنهَشَ بِجَسَدك؟

أَطلَقتُ العَنانَ لِمُقلتاي لِتُبيحانَ عَما إِعتَراهُما مِنَ آلام وَجثوتُ بِجانِبِ جُثمانِكَ أَحتَضِنكَ لِلمَرةِ الأخيره.

 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!