مطلبي نحو اعتذار/ بقلم : آيات محمد العمري

رَحلتْ، وما رجوتُ منكَ شيئاً سوى أنْ تَعتذر، متسائلاً ببالك عمّاذا؟ ولماذا؟ و لأيّ سبَبٍ تنتظرينه؟ لمْ  أفعل ما يدّعي منّي الاعتذار، وبنظرك أنّ كلّ ما حدَث بي منْكَ لا يستحق، وانطفاءَ الوهجَ داخل روحي أليس السّبب الكافي لذلك أم أنه بنظرك شمعة وحان موعد دفنها؟ .. ..

و  كلّ الخراب الذي أَطحتَهُ بي، السَّوادُ الحالك تحت مُقْلتَيْ، و الجسم الهزيلُ ذاك، والشعر المتساِقطُ متضامناً مع ما خلفته بي وَقائِعك، و تساقط الأحلام الذي جعلت منّي أبنيه، ليصبح كالخريف باهتاً، يترك جفاف الأيام المعتمة، والوحشةُ تُرافق دربي بعد أنْ كنتَ مُؤنِسي، ولا زلتَ تَتسائل مالّذي يتطلّبُ منكَ الاعتذار.. ..

كما دمَعاتيْ و انكسارُ ثقتي ، و انعزالي عن أحبّ أمور مهجتي، وخوفي من أنْ يقترب من روحي أحد، ولا زلت تتسائلُ عمّا؟

و بريقُ عينايَ المنطفئ، وصوت الموسيقى الذي يسبب لروحي الألم، وآهات الّشّوق تلك، ولا زلت تتسائل إذاً..

أجبني ولا تخبرني أنّي أتصنع عتاباً  نحو وعتابْ نحو ما خلّفته لي، نحو البعدِ ونار الجمر التي لا تنطفئ، و انتظاراتي التي  يخلّفها انتظارات  ،  لكن   أنتظاراتي نحوك هذه المرّة  ليس مجيئك نحوي  فلا ومُطلقاً، إنّما مجيء اعتذارك جابراً ما أحاطته الأفعال بفؤادي وانشغاله بالتفكير المُرهق و ما تركت داخلَ الرّوح من الندوب الموجعة، علّك تكون طبيب الهوى، بعد أن كنت سبَبًا نحو مرضه، وهوسه والجنون الذي أضرَّ به….

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!